الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رسالة شكر للمستشار الشيخ أحمد الفرجابي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

إلى الدكتور والأستاذ الفاضل أحمد الفرجابي:

حقا لا أعرف كيف أشكرك على كلماتك الطيبة، كلماتك التي هدّأت من حالي، لأنظر إلى الأمل حتى لو كان بعيدا، لأستعيد ذاتي وقدرتي وقوة عزيمتي وأتحلى بالصبر؛ فالحياة ليست بالسهلة، وإيماني ليس ضعيفا.

حقا لقد صدقت (لا تنظري لمن هلك كيف هلك، ولكن تفكري فى شأن من نجا كيف نجا).

فشكرا لك.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإننا نقول -لابنتنا الفاضلة- لا نُشكر على واجب، وخدمة فتياتنا وشبابنا وأخواتنا وإخواننا شرف لنا، بل نحن الذين نشكر لك سرعة الاستجابة، والتي تدل على ما عندك من الخير، وأنصحك بأن تركزي على المواقف المشرقة والصفحات البيضاء عند النظر للماضي، وركّزي على الإنجازات عند التفكر في يومك، وركّزي على التطلعات والأحلام والآمال عند النظر للمستقبل، وأحسني الظن بالله، واحرصي على نية الخير، وخير العمل، واعلمي أن السعادة نبع النفوس المؤمنة بالله الراضية بقضائه وقدره، المواظبة على ذكره وشكره.

ولا يخفى على أمثالك أن هذا الكون ملك لله، وأنه لا يحدث فيه إلا ما أراده وقدره سبحانه، وأن الذي يقدره لنا ربنا خير مما تختاره لأنفسنا، وهذا الذي جعل عمر بن عبد العزيز يقول: (كنا نرى سعادتنا في مواطن الأقدار).

والمؤمنة مكلفة بالسعي، ولا تكلف بالنتائج، ولكنها تحسن عندما تؤدي ما عليها (تعقلها وتتوكل) ومن الذي توكل على الله ولم يوفقه، ومن الذي أقبل على التواب فلم يتب عليه، فسبحان من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء، والإنسان لا يحاسب على قصوره، لكنه يندم ويلام على تقصيره.

وأنصحك بالإكثار من قول لا حول ولا قوة إلا بالله، فإنها لله ذكر واستعانة به سبحانه، وعليك بالاستغفار، فإنا قد نحرم التوفيق بذنوبنا، وعطّري لسانك بالصلاة والسلام على رسولنا الإمام، ومرحباً بك في موقعك، وعجباً لأمر المؤمنة إن أمرها كله لها خير، إن أصابتها سراء شكرت فكان خيراً لها أو أصابتها ضراء صبرت فكان خيراً لها.

وختاماً: نسأل الله لك دوام التوفيق، ونرحب بك في موقعك بين آباء وإخوان يسعدون بسعادتكم.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً