الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تمكين خدمة المرأة المسلمة لدينها من خلال الدعوة إلى الله

السؤال

السلام عليكم.

كيف يمكننا نحن المسلمات في مختلف مراحل التعليم الدعوة إلى الإسلام؟ وكنت قد كتبت بعض الأسئلة التي ممكن أن تسأل لغير المسلمين والمنكرين لوجود الله، وهذه الأسئلة تمر بعدة مراحل، لعلها تهدي شخصاً ولو واحداً إلى الإسلام، فما الذي ترون أن أفعل فيها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مسلمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فقد أسعدتنا هذه الاستشارة التي تدل على رغبة في الدعوة إلى الخير، وهذه هي رسالتنا كأمة، وحق لنا أن نهنئ أنفسنا بهذه الروح التي تذكرنا بما كان عليه سلف الأمة الأبرار، والمسلمة مصباح تنير لمن حولها طريق الهداية، والداعية إلى الله تسير على درب أم كلثوم بنت عقبة، وعلى طريق أم شريك، وكافة الداعيات إلى الله، والدعوة إلى الله من أرفع مقامات الدين، وهي مهنة الكرام المرسلين، ووظيفة السائرين على دربهم من الأخيار المصلحين.

وأرجو أن تعلمي - يا ابنتنا الفاضلة - أن المسلمة داعية لإسلامها بحجابها وسمتها وأخلاقها، وداعية إلى الله بأقوالها وأفعالها، والمرأة المسلمة تخدم دينها مرتين، فهي تخدم الإسلام بنفسها وبدعوتها، وتخدم الإسلام بالعظماء الذين تخرجهم، ووراء كل عظيم امرأة.

وقد أدرك الأعداء دور المرأة ورسالتها الخطيرة، فاجتهدوا في إبعادها عن الدين، وشغلوها بكل تافه حقير، والمرأة هي صاحبة الأدوار الكبرى في نصر الرسل والرسالات، أماً للأنبياء، وزوجة للأتقياء، ونصرة للمجاهدين الكرماء، والمرأة المسلمة هي التي افتتحت سوق الإيمان، وهي التي افتتحت ميادين الشهادة حتى وقف التاريخ ليحيي خديجة، ويفاخر بصمود سمية، ووقف الرجال بباب عائشة، ودافعت نسبية عن رسول الهداية.

وأنت - يا ابنتنا - في سن الشباب، والشباب هم الذين ناصروا رسول الله، فقد دافعت عنه الزهراء، وأعدت له الطعام عائشة، وحملته إليه أسماء.

وقد سألت عن عظيم، فالدعوة إلى الله أمرها يسير، فاطلبي العلم الشرعي، وتعلمي الحكمة والرفق في البلاغ، وتواصلي مع موقعك ومع الدعاة إلى الله، وإذا علم الله منكنّ الصدق والمجاهدة فيسر لك كل الصعاب، والله سبحانه يقول: (( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ))[العنكبوت:69].

أما بالنسبة للأسئلة، فيمكنكم إرسالها إلى موقعكم، وسوف تجدين عليها الإجابات الشافية بحول الله وقوته من مشايخنا في قسم الفتوى، ومن إخواننا في قسم الاستشارات، فلا تترددوا في إرسالها، واعلموا أننا نطمع في مشاركتكن في شرف الدعوة إلى الله، كيف وقد قال الله تعالى: (( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا ))[فصلت:33]، وأي ثواب ينتظر الدعاة؟ ألم يقل رسولنا صلى الله عليه وسلم: ( من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً )؟! ألم يقل: ( لأن يهدي الله بك رجلاً - أو امرأة - خير لك من حمر النعم )؟!

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وأشغلي نفسك بالدعوة إلى الله وأبشري.

وبالله التوفيق والسداد.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً