الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أدوية الاكتئاب والقلق والمقارنة بين جدواها ومضاعفاتها

السؤال

السلام عليكم.

أرجو التكرم بإفادتي، لأني والله في حيرة من أمري، عسى الله أن يكشف عنك كربة من كربات يوم القيامة.

أنا يا دكتور أعاني من الاكتئاب، وأحسه في بعض الأحيان يكاد يخنقني، وفي آخر زيارة للدكتور كتب لي عقار ويلبوترين (150 مغ) في اليوم، واستخدمته، ولي الآن شهر ولكنه أنهكني بالأرق الشديد، وأحياناً أصحو من النوم ونومي ضعيف جداً، وقد ذهبت إلى دكتور آخر في مستشفى حكومي فوصف لي (Remeron) نصف حبه قبل النوم مع الاستمرار على نفس الجرعة، وقال لي إن هذا الدواء سوف يريحك من الأرق.

سؤالي يا سعادة الدكتور: هل هناك تعارض بين الدواءين؟ علماً بأني آخذ (ويلبوترين) في الصباح، وهذا عند النوم.

الأمر الآخر: قرأت أن (ريميرون) يسبب زيادة الكلسترول والدهون الثلاثية في الدم، وأنا لدي ارتفاع فيها حسب آخر تحليل، ولكن الدكتور قال لي إن حالتك لا تستدعي العلاج، فقط مارس الرياضة، وعليك بالحمية، فهل نصف حبة عند النوم تسبب مشكلة وزيادة في الدهون؟ خاصة أني قرأت أيضاً أن الزيادة التي يحدثها هذا العقار لا تجدي معها الرياضة؟ ثم الزيادة التي تحصل - لو سلمنا بها - هل تزول بعد العلاج أم أنها تستمر؟

حفظكم الله ورفع منزلتكم في الدارين، اللهم آمين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ياسر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالنسبة لعقار ويلبوترين جرعة الخمسين مليجرام في اليوم ليست كافية كعلاج للاكتئاب، فالجرعة المطلوبة هي 300 مليجرام في اليوم في معظم الحالات، وأتفق معك أن هذا الدواء يسبب الأرق الشديد لكثير من الناس، ويفضله الناس لأنه لا يؤدي إلى زيادة في الوزن، كما أنه يُقال إنه يُحسن أو على الأقل لا يؤثر سلباً على الأداء الجنسي.

بالنسبة للريمارون، هو دواء جيد وفاعل، ولكن يعاب عليه أنه قد يؤدي إلى زيادة في الوزن، وهو لا يؤدي إلى ارتفاع الكلسترول، ولكن بالنسبة للذين لديهم ارتفاع في الكلسترول أو الدهون الثلاثية تجد أن العلاج لا يُجدي معهم إذا كان علاجاً دوائياً مضاداً للدهنيات، أو حتى ممارسة الرياضة أو الحمية ما داموا يستعملون هذا الدواء.

إذن: وجهة نظرك صحيحة، أن الريمارون وإن كان لا يزيد الدهنيات، ولكنه إذا تناوله الإنسان فلن ينخفض مستوى الدهنيات، حتى وإن حاول الإنسان بشتى السبل.

هذا هو الموقف، وأنا من وجهة نظري ما دام لديك ارتفاع في الدهنيات فلا تستعمل هذا الدواء، مع احترامي للطبيب الذي وصفه لك، واستعمال الريمارون سوف يجعلك تعيش في شيء من النزاع النفسي والتردد وربما الشعور بالذنب، لأنك تتناول دواء بالرغم من أنه جيد ولكنه قد يسبب لك مضار، وهذا التفكير المستمر سوف يفقد الدواء قيمته العلاجية بالنسبة لك.

أنا أريد أن أقترح عليك اقتراحاً مختلفاً تماماً، وهو أن تتناول دواء واحداً يساعدك في النوم، وفي نفس الوقت هو مضاد جيد للاكتئاب، وهذا نجده في بعض الأدوية القديمة مثل عقار (سيرمونتن) والذي يعرف علمياً باسم (تراي إمبرامين) فهو دواء جيد للاكتئاب، وفي نفس الوقت يحسن النوم ولا يؤثر على الكلسترول، فقط آثاره الجانبية أنه قد يؤدي إلى جفاف في الفم في الأيام الأولى، وبعض الناس قد تحدث لهم زيادة بسيطة في الوزن، لكن لمعظم الناس لا تحدث.

جرعة السيرمونتن المطلوبة هي خمسين مليجرام ليلاً، وهذه من وجهة نظري ستكون كافية جدّاً، وسوف تغنيك عن استعمال الوليبوترين والريمارون.

أما إذا أردت أن تستعمل الوليبوترين وتتناول دواء آخر يساعدك في النوم فسوف يكون السيرمونتن نفسه، ولكن بجرعة خمسة وعشرين مليجرام ليلاً، ويكون جرعة الوليبوترين مائة وخسمين مليجرام صباحاً، والدواءان بهذه الجرعات لا يوجد بينهما تعارض، ولكن إذا زادت الجرعات فلا يُسمح بتعاطيهما معاً.

هذا يا أخي الذي أود أن أنصحك به، وبالنسبة لسؤالك الأخير: وهو الزيادة التي تحصل مع تناول الريمارون هل تزول بعد العلاج أم أنها تستمر؟ .. الزيادة ستزول بعد التوقف عن الدواء.

بارك الله فيك، وأشكر لك رسالتك الطيبة هذه، ونسأل الله تعالى أن يتقبل منا ومنك، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً