الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية معالجة البخر

السؤال

أرجو الاهتمام نظراً لتأثير هذا الموضوع على حياتي الزوجية، حيث يشكو زوجي من رائحة نفس كريهة، وهو لا يكذب بالرغم من أني سألت مجموعة كبيرة من الناس ولم يلحظ أحدٌ شيئاً.

ذهبت لطبيب الأسنان وأزلت الجير، وأستعمل المضمضة بانتظام، مع غسل الأسنان حوالي 5 مرات، وذهبت لطبيب أنف وأذن وحنجرة، وزوجي ذهب معي ولم يجد أي التهابات عندي أو عنده، ثم ذهبت لطبيب باطنة، فنصحني بأدوية تُساعد على الهضم، لربما يكون السبب غازات تخرج من المعدة عن طريق الفم، ولكن نظراً لأني سأقوم بعمل تحليل لهرمون البرولاكتين تمهيداً لعملية حقن مجهري، فأنا لم أتناول العلاج، وتناولت كبسولات من مواد طبيعية تُساعد على الهضم، فلاحظ زوجي تحسناً مؤقتاً زال بعد زوال أثر العلاج، مع العلم أن الرائحة لا تكون طوال الوقت.

أرجو إفادتي، وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رغدة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فكما تعلمين، فإن رائحة الفم الكريهة أو ما يُسمى بالبخر هو عرض وليس مرضاً، لذا يجب أن نعرف الأسباب الموضعية والعامة، والتي قد تكون مسئولة عن هذه الحالة المحرجة اجتماعياً، وسأستعرض كل الأسباب أولاً، ثم نناقش حالتك والأمور التي تم استبعادها عندك بعد مراجعة طبيب الأذن والأنف وطبيب الأسنان.

ففي الحالة الطبيعية ليس للفم النظيف أي رائحة، وإنما تنشأ الرائحة الكريهة عن تخمر الفضلات الطعامية -المتبقية بين الأسنان – أو التخمر في أنبوب الهضم، سواء كان نتيجة اضطراب الوظيفة أم كان من الإكثار من الطعام، أو إدخال الطعام على الطعام؛ حيث يؤدي إلى تكوين مواد، فما كان منها طياراً انطرح عن طريق الرئة ويخرج مع التنفس، ويجعل رائحة النفس كريهة، وما انطرح منها عن طريق الجلد جعل رائحة العرق أيضاً غير مقبولة، وعندما نتناول الأطعمة البروتينية والنشويات فإنها تتخمر في الفم وفي الجهاز الهضمي، ووجود كائنات حية دقيقة في الفم مثل البكتيريا والفطريات هي التي تقوم بتكوين مواد غازية ذات رائحة كريهة عن طريق هضم بقايا الطعام الموجودة في الفم وخاصة النشويات والبروتينات.

ويُشير أطباء الأسنان إلى أن أكثر من (90%) من رائحة الفم على الأكثر يكون سببها هي من الجراثيم المتراكمة على اللسان، ولذا يُنصح دائماً بأن يتم تنظيف اللسان باستخدام فرشاة الأسنان نفسها، وهناك فرشاة خاصة للسان، لذا يفضل استخدام هذه الفرشاة لتنظيف الأسنان كلما تم تنظيف الأسنان، ومن الأسباب الأخرى ما يلي:
1- مشكلات الأسنان، كالتسوس، والخراجات السنية، والتهاب اللثة، والتي تنتج عادةً بسبب تراكم طبقة البلاك على الأسنان، وهي عبارة عن تراكم بقايا الأطعمة مع أنواع من البكتيريا، أو بسبب التعويضات السنية الاصطناعية، وقد تم استبعاد وعلاج هذه الأمور مع زيارة طبيب الأسنان.

2- تناول بعض الأطعمة ذات الرائحة النفاذة كالبصل والثوم الذين تبقى رائحتهما عالقة في تجويف الفم لفترة طويلة، وتخرج مع الحديث أو أثناء الزفير.
3- التهابات الجهاز التنفسي، كالتهاب اللوزتين أو الجيوب الأنفية، أو التهاب الرئتين المزمن، وقد تم استبعاد هذه الأمور أيضاً عندك.
4- داء السكري، وذلك بسبب زيادة السكر في لعاب مريض السكري، وبسبب زيادة تعرضه لمشكلات اللثة والأسنان، كما تسبب زيادة الأحماض الكيتونية رائحة حامضية نافذة ومميزة في الفم، وهذه غير موجودة عندك.
5- بعض الأمراض المزمنة مثل أمراض الكليتين والكبد. وهذه غير موجودة عندك.
6- التدخين، وأعتقد أنك لا تدخنين.
7- التنفس عن طريق الفم، وجفاف الفم يزيد من رائحته، لذلك فإن الأشخاص الذين يتنفسون من أفواههم عادة هم أكثر عرضة لحصول هذه الرائحة.

أما عن معالجة البخر، فهي تتركز على علاج ما استبان من الأسباب، فإن كان السبب هو الأسنان واللثة تم علاج ذلك عن طريق طبيب الأسنان، وبالنسبة لك يفضل شراء فرشاة للسان، واستخدامها لنظافة اللسان، وكذلك استخدام غسولات فموية Mouth wash ولا سيما تلك الحاوية على عوامل مضادة للجراثيم، فهي تُزيل رائحة الفم المزعجة لمدة لا تقل عن ساعتين، وهي تقوم بتأثير كيميائي أو ميكانيكي في تعديل التفاعلات الكيماوية الناتجة عن تفسخ واختمار المواد الأجنبية فيما بين الأسنان وضمن النخور السيئة والمناطق الالتهابية في اللثة، ويمكن استخدام المحلول المائي للأكسجين بنسبة 3% فهو يؤثر موضعياً على الجراثيم، وهو مضاد للعفونة ضعيف، يحرر الأكسجين بسرعة فيخرب البقايا الطعامية ويبيض الأسنان، ولذا فإنه يُستعمل في مكافحة البخر وفي التهابات الفم واللثة المختلفة.

ومن المواد الأخرى التي تُستخدم مادة الكلوروفيل، وهي توجد في النباتات الخضراء، مثل الخس والسبانخ، وتدخل في الأكسدة فينشط الخلايا الحية، مما يُساعد على سرعة التئام الجروح والتقرحات، ويعدل الأجسام الأجنبية التي تُعتبر سبباً لرائحة الفم، ويدخل الكلوروفيل في تركيب بعض المعاجين السنية، وقد ثبت أن بوسع هذه المعاجين إزالة البخر خلال ساعتين من تفريش الأسنان، لذا يفضل استخدام معجون الأسنان الذي يحتوي على الكلوروفيل.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً