الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خشونة الصوت عند النساء.. وأسبابها

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بدايةً جزاكم الله خيراً على ما تبذلونه من خير لوجه الله، ونسأل الله لكم السداد.

أما عن مشكلتي، فقد رزقت بابن منذ أربعة أشهر ونصف، وعندما كنت في الشهر السابع من الحمل لاحظت أن صوتي يتغير وكأني مصابة بالزكام، وتفاقم الأمر، وازداد صوتي غلظة وخشونة، مع العلم أنني حملت عن طريق المنشطات، واستمررت في أخذ التثبيت حتى نهاية الشهر الخامس، وكنت آخذ المثبت يومياً، فقمت بزيارة طبيب الأنف والأذن فطمأنني، وأخذت مضاداً حيوياً وغسولاً وحبوب استحلاب، ولكن دون جدوى! والآن مرت علي ستة أشهر ولا زالت حالتي كما هي، ومما زاد خوفي أنني تصفحت الإنترنت، فعلمت أن من أعراض أورام الحنجرة خشونة الصوت -أعاذنا الله وإياكم منها-.

أحب أن أضيف: أنني أثناء الحمل ظهر لي شعر في الذقن بشكل ملحوظ، فهل خشونة صوتي أمر طبيعي مع الحمل؟ خاصة أنني كنت حاملاً بمولود ذكر، وماذا علي أن أفعل لكي أطمئن أن حنجرتي سليمة من أي شر؟ علماً بأنني أعاني دائماً من البلغم منذ حوالي 3 سنوات بشكل مستمر، فهل يكون ذلك هو السبب؟ وما هو العلاج المناسب لحالتي؟ وما هي طريقة الفحص التي أقوم بها لكي أتأكد من أنني لا أعاني من الورم -أعاذنا الله وإياكم- كما أن هناك بعض الألم في حلقي الآن.

آسفة على الإطالة، وجزاكم الله خيراً، وأرجو أن تتفضلوا علي بالرد المطمئن؛ لأني في حالة يرثى لها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبد الرحمن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

هوني على نفسك أختنا الفاضلة، فخشونة الصوت ليس لها علاقة بالحمل، سواءً كان ذكراً أم أنثى، فالأمر لا يعدو عن نشاط هرموني زائد نتيجة الأدوية التي تناولتها خلال الحمل، وهي التي تسببت في ظهور الشعر في منطقة الذقن، فغالباً ما تناولته من أدوية كان يحوي هرمون التيستوستيرون، وهو هرمون الذكورة، والمسئول عن التغيرات في الذكور عند البلوغ من ظهور شعر الذقن والشارب، وكذلك العانة والإبط، وكذلك مسئول عن خشونة الصوت، ولذا فلقد اطمأننت عندما ذكرت بأنه كان ملازماً لهذا الأمر ظهور شعر بالذقن.

ومما زاد الأمر وجعله ظاهراً وجود البلغم منذ ثلاث سنوات، وهذا البلغم النازل من الأنف من الخلف على البلعوم الأنفي ومنه على البلعوم الفمي، وهو الجزء الذي يبدو أمامنا عند فتح الفم والنظر في المرآة، فهي المنطقة الواقعة خلف اللوزتين، والجزء المتدلي بينهما يسمى اللهاة، وصولاً إلى الجزء السفلي من البلعوم، وهو البلعوم الحنجري، ليصل إلى مدخل الحنجرة والحبال الصوتية، وهذه الحبال الصوتية هي المسئولة عن نقاء الصوت وغلظته أو رقته.

وحتى يكون الصوت طبيعياً دون أي بحة يجب أن يكون إغلاق الحبال الصوتية -وهما حبلان- إغلاقاً تاماً لا ينفذ أي هواء بينهما، والبحة التي تحدث غالباً ما يكون سببها وجود عائق يمنع هذا الإغلاق التام للحبلين الصوتيين، وهذا العائق يكون في أبسط صورة على هيئة بلغم سميك لزج لا يتحرك ليطرد بسهولة، ولكن يلتصق في منطقة الحبال مما يسبب بعض البحة في الصوت، خاصة إذا كان الأمر مزمناً.

كذلك من الأمور التي تشكل عائقاً فيمنع الإغلاق التام للحبال الصوتية:

1- وجود تضخم في الحبال الصوتية نتيجة التدخين المزمن.

2- وجود نتوءات بارزة على الحبال نتيجة الاستخدام الشديد والعنيف للحبال الصوتية، مثل المغنين والمدرسين، والمؤذنين والمقرئين، والباعة المتجولين.

3- تكون لحميات على الحبال الصوتية تمنع إغلاقها، وغالباً ما تكون حميدة.

4- وجود تورمات على الحبال الصوتية تمنع إغلاقها، وغالباً ما تكون خبيثة.

ويمكننا التفرقة بين هذه الأسباب السالفة في كثير من الحالات ببساطة جداً بواسطة اختصاصي الأنف والأذن والحنجرة، وذلك بعمل كشف حنجري بواسطة مرآة تدخل حتى نهاية الفم، لتعكس لنا صورة للحبال الصوتية، وفي أحيان قليلة جداً نحتاج لأخذ عينة من هذا التورم وإرسالها إلى مختبر أمراض الأنسجة للتأكد من التشخيص.

كذلك بالنسبة للألم الذي تجدينه في الحلق هو كذلك بسبب نزول هذا البلغم باستمرار على الحلق مسبباً التهاباً مزمناً به، ولذا أرى أنه يجب استخدام غسول قلوي للأنف، وهو عبارة عن بودرة -معلقة أو نصف باكت على كوب ماء دافئ- للاستنشاق والاستنثار ثلاث مرات يومياً، فحاولي التخلص من هذا البلغم ليخرج إلى الخارج عن طريق فتحة الأنف الأمامية، ولا ينزل إلى الخلف عن طريق فتحة الأنف الخلفية نزولاً على الحلق والحنجرة مسبباً لك المشاكل التي تعانين منها.

وليكن معلوماً لديك أننا لدينا نحن أطباء الأنف والأذن قاعدة هامة مفادها: أن وجود بحة في الصوت لمدة تزيد عن أسبوعين برغم تناول العلاج المناسب ودون وجود أي سبب آخر يعزى إليه هذه البحة، يعتبر ذلك بسبب سرطان الحنجرة، وخاصةً في المدخنين حتى يتبين خلاف ذلك، ولكن في حالتك لدينا سبب وهو تناول علاج به هرمونات الذكورة، ولكن إذا أردت الاطمئنان فاعرضي نفسك على اختصاصي الأنف والأذن والحنجرة لعمل كشف حنجري؛ حتى تتأكدي من عدم وجود أي مرض عضوي بالحنجرة -بإذن الله- ووقتها وفي حالة استمرار البحة ووجود الشعر على الذقن، يجب المتابعة مع اختصاصي الغدد الصماء لتنظيم مستوى الهرمونات لديك.

والله الموفق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً