الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التحسن التدريجي دائماً أفضل في أدوية الوساوس

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:

الدكتور الفاضل/ محمد عبد العليم جزاك الله كل خير.

عندي استفسار بسيط: أنا حالياً أستخدم بروزاك ثلاث حبات للوساوس منذ يوم، حيث أني استخدمت حبتين لمدة (7) أسابيع، وكان التحسن بسيطاً، سؤالي: إذا كانت هذه الجرعة العلاجية صحيحة فمتى يظهر مفعولها الحقيقي؟

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فهد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالفعل جرعة ثلاث كبسولات من البروزاك في اليوم تعتبر جرعة علاجية ممتازة ومتميزة لعلاج الوساوس القهرية، وفعالية الدواء قد بدأت لديك، فأنت حين استخدمت الدواء لمدة سبعة أسابيع، وكنت على جرعة كبسولتين، هذا التحسن البسيط الذي بدأ عندك نعتبره قاعدة علاجية ممتازة جداً، وأنا دائماً أفضل أن يكون التحسن بسيطاً أو بطيئاً فيما يخص الوساوس القهرية؛ لأن الدراسات أشارت إلى أن هذا النوع من التحسن أو التحسن التدريجي دائماً يكون إن شاء الله أفضل على المدى الطويل؛ لأن فرصة الانتكاسات وعودة المرض تكون قليلة جداً.

استمر على جرعة ثلاث كبسولات في اليوم، وإن شاء الله ستجد أن هذا التحسن البسيط قد تحول إلى تحسن أفضل، حتى تصل إن شاء الله تعالى إلى درجة الشفاء التام، وحتى أكون أكثر تحديداً نحن لا نيأس أبداً من فعالية هذا الدواء قبل مضي ستة أشهر على تناوله، وهذه قد تكون مدة طويلة وتتطلب الصبر، وإن شاء الله تعالى لن تحتاج إلى كل هذه المدة، ولقد ذكرت لك هذه الحقيقة العلمية للاطمئنان وفي ظرف أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع وأنت على جرعة ثلاث كبسولات في اليوم سوف تحس أن التحسن قد أصبح أفضل، وإن كان تحسنك الآن بنسبة 20% وإن شاء الله سوف يصبح حوالي 30 % بعد المدة التي ذكرناها، وهكذا .. سوف يبني التحسن بصورة مطردة حتى تصل إن شاء الله تعالى إلى الشفاء.

وعليك أخي الكريم بأن لا تسأم أبداً من تناول الدواء، وكن دقيقاً في تناول جرعتك ودعم فعالية الدواء بالتطبيقات السلوكية؛ لأن مقاومة الوساوس وتحقيرها واستبدالها فكرة أو فعل مضاد وممارسة تمارين الاسترخاء تدعم العلاج بصورة ممتازة وتساعد في استمرارية التعافي، وتقلل كثيراً من فرص الانتكاسات.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً