الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معظم حالات الرهاب الاجتماعي لا تستجيب بصورة جيدة للجرع الأقل من العلاج

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكركم جزيل الشكر، ولكم عظيم الامتنان على هذه الخدمة الجليلة التي تقدمونها للناس، فبارك الله فيكم، وجزاكم الله خير الجزاء.

منذ ما يزيد عن السنتين وأنا أتناول علاج (زولفت 50 ملغ) أي: حبة واحدة يومياً في فترة المساء، وهذا كان لعلاج الرهاب الاجتماعي وبعض المشاعر الاكتئابية المرافقة، والحمد لله شعرت بتحسن لا بأس به، والآن أرغب أن أضيف له علاجاً آخر، وهو (البروزاك)، فهل هناك تعارض بينهما؟ أم أن العلاج الجديد سيدعم مفعول الأول؟ وبماذا تنصحونني؟

جزاكم الله خيراً، وشكراً لكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن المبدأ الطبي والعلمي والمهني السليم في تناول الأدوية هو أن يتناول الإنسان دواءً واحداً وبجرعة صحيحة، ولا يوجد أي داع لإضافة دواء آخر، إلا إذا كانت الحالة تتطلب ذلك، وأنت أخي الكريم تتناول الزولفت بجرعة حبة واحدة، وبفضل الله تعالى أمامك متسع من نطاق الجرعة، حيث إن الجرعة يمكن أن تكون حتى أربع حبات في اليوم.

أود أن أشير إلى حقيقة علمية مهمة، وهي أن معظم حالات الرهاب الاجتماعي في الأصل لا تستجيب بصورة جيدة للجرع الأقل من العلاج، إنما تستجيب للجرعة الوسطى أو في بعض الأحيان للجرعة القصوى، والذي أنصحك به هو أن ترفع جرعة الزولفت إلى حبتين في اليوم، تناول مائة مليجراماً، ولا داعي أبداً لأن تضيف البروزاك، وهذا لسبب بسيط: لا داعي لأن يتناول الإنسان البنادول والأسبرين في نفس الوقت، دواء واحد بجرعة صحيحة هذا يضمن لنا أنه لن توجد هنالك تفاعلات سلبية، فهذه الأدوية مهما كانت سليمة إلا أننا لا نضمن وجود التداخلات السلبية على مستوى إنزيمات الكبد، والتي هي مسئولة عن استقلاب هذه الأدوية، أو ما يسمى بالتمثيل الأيضي للدواء.

أنا لا أقول أنه يوجد أي تناقض بين تناول الزولفت والبروزاك في نفس اللحظة، لا يوجد أي نوع من التناقض، ولكن هو أمر ليس مستحسناً، وما دام أمامنا سعة ومجال لأن تتناول الزولفت بجرعة أكبر فهذا هو الأفضل، وحتى إن احتجت إلى الزولفت بجرعة مائة وخمسين مليجراماً – أي ثلاث حبات في اليوم – فلا بأس في ذلك أبداً، وأنا أعرف الكثير من الناس الذين يتناولون مثل هذه الجرعة من أجل علاج الرهاب الاجتماعي، ولكن بما أنك قد تحسنت في السابق لدرجة معقولة، فأعتقد أن جرعة الحبتين من الزولفت قد تكون كافية جدّاً.

بعض الناس يضيفون جرعة بسيطة من دواء آخر، مثل الفلوناكسول أو الديناكسيت، بمعدل حبة واحدة في اليوم لمدة شهرين أو ثلاثة، لا أعتقد أنك في حاجة إلى هذه الإضافة، إلا إذا كان مستوى القلق لديك مرتفعاً، هنا أقول لك: مع جرعة المائة مليجراماً من الزولفت تناول الديناكسيت بجرعة حبة واحدة في اليوم، يفضل في الصباح، تناولها لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقف عن تناول الدواء، لكن لا داعي أبداً لإدخال البروزاك.

كحقيقة علمية ومن أجل الفائدة العامة: هنالك بعض حالات الوساوس القهرية التي لا تستجيب إلا للجمع بين أكثر من دواء، مثلاً الوساوس القهرية الشديدة المطبقة قد لا تستجيب لدواء واحد، ولذا إحدى الرزم العلاجية المعروفة هي أن نعطي البروزاك مع الفافرين، وربما إضافة جرعة بسيطة من الرزبريدال، لكن في مثل حالتك هذا الأمر غير منطبق، وأكرر مرة أخرى: أرى أن الزولفت سوف يكون كافياً بالنسبة لك.

أسأل الله تعالى أن يشفيك وأن يعافيك وأن يجعل لك في ما ذكرته وفي الأدوية التي وصفتها لك نفعاً فيه، ونشكرك على تواصلك وثقتك في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً