الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أهمية الصديق، أفيدوني.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جزاكم الله خيراً على هذا الموقع الجميل، وهذه المبادرة الطيبة.

بيني وبين صاحبي حب أو صداقة شديدة جداً، ولا يوجد أي ميول جنسي بيني وبينه، فهل هذا يعتبر من الصداقة العادية أو الطبيعية؟ وهل يدخل في نطاق العشق المحرم؟

علماً بأننا نحب بعضنا لدرجة أكثر من الأخ وأخيه، ولا نقعد إلا سوياً، ولا نقعد مع أصدقائنا إلا نادراً، والأكل والشرب وكل شيء نكون مع بعض، فهل هذا يؤثر عليّ وعلى دراستي؟ وهل هو من الصداقة الطبيعية العادية؟ وهل أعتبر شإذن جنسياً؟ وأنا ليست لي علاقة بأي بنت أو فتاة، ولا حتى زمالة ولا صداقة.

اعذروني على الإطالة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الحكم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقد قالت العرب: (الصديق يعرف عند الضيق) (والرفيق قبل الطريق) وعرف أهل النار مكانة الصديق فقالوا: (فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ)، [الشعراء:100-101] وقال عمر -رضي الله عنه-: (ما أعطي أحد عطاءً أفضل من صديق حسن)، وقد صدق من قال: أخوك من نصحك في دينك، وبصّرك بعيوبك، وهداك إلى مراشدك، وعدوك من غرك ومنّاك.

وأرجو أن يعلم الجميع أن الصداقة الناجحة هي التي تقوم على الإيمان والتقوى، وتزداد قوة ورسوخاً بالتعاون على البر والتقوى، فينبغي أن يكون الدين هو سبب اختيار الصديق دون غيره من الأصدقاء، ويكون حبك يزداد له حسب مسارعته في رضوان الله، وعليه فإن الصداقة الناجحة هي ما كانت لله وبالله وعلى مراد الله.

ولا شك أن انزعاجك هذا يدل على ما عندك من الخير، ونشكر لك هذا الاهتمام، وننصحك بتوسيع دائرة الصداقة، مع المحافظة على علاقتك الجيدة مع صديقك، ونتمنى أن تتفقوا سوياً على التناصح والتواصي بالحق والصبر عليه، وتذكروا أن المسلم يحب إخوانه جميعاً، ويكره في العصاة عصيانهم لله.

وإذا كانت صداقتك بريئة وصادقة حتى الآن، فإننا نخاف من حصر صداقتك مع صديق واحد، والمؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط ولا يصبر.

وأرجو أن تسأل نفسك عن أسباب حب هذا الصديق بالذات، وهل هو مطيع لله؟ وهل تقف في وجهه وتنصحه إذا عصى الله، وهل بينكما تعاون على البر والتقوى وإقامة الصلاة؟ علماً بأن كل أخوة وصداقة لا تقوم على الإيمان والتقوى هي وبال على أهلها، قال تعالى: (الأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ)، [الزخرف:67].

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وندعوك أن تكون كل علاقاتك محكومة بضوابط الشرع الحنيف، الذي لا يبيح حصول صداقة بين ذكر وأنثى ( أجنبية ) وهي كل من يجوز الزواج منها، فاجعل شرع الله هو المعيار، والمنظم لكل علاقاتك ومواقفك.

ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً