الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ارتباك في الكلام وسرعة في دقات القلب عند مواجهة الغرباء

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من مشكلة منذ ست سنوات تقريباً، وهي الارتباك واللخبطة في الكلام وسرعة دقات القلب، واحمرار الوجه، وأحياناً لا أقدر على الكلام بسبب الخوف، حينما أواجه شخصاً لم أتعود الجلوس معه، أو في مجلس مليء بالناس، أواجه مشكلة من السلام عليهم، وأحياناً أتجنب الذهاب للتجمعات، وأيضاً لا أستطيع القراءة أمام جمع من الناس بسبب هذه المشكلة، تعقدت نفسياً وأرجو إيجاد الحل المناسب لي.

جزاكم الله خيراً، وأطال الله في أعماركم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ تركي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإن هذه الأعراض التي ذكرتها تشخص بحالة نفسية بسيطة تسمى بالرهاب الاجتماعي، والذي يتميز بالخوف من المواجهة والارتباك في المواقف العامة، والإنسان هنا يكون خائفاً من أن يكون عرضة للنقد من الآخرين، والأعراض قد تكون جسدية، ولكنها ناتجة من القلق والخوف في المواقف الاجتماعية، والخوف بالطبع هو خوف غير حقيقي وغير منطقي.

الأعراض الجسدية ناتجة من متغيرات فسيولوجية، فسرعة ضربات القلب مثلاً تنتج من زيادة في إفراز مادة تسمى بالأدرنالين، وكذلك الرعشة.

الذي أرجوه منك أن تصحح المفاهيم الخاطئة حول هذا المرض، فهو مرض بسيط، إذا جاز التعبير أن نسميه مرضاً، والشعور بالارتباك مبالغ فيه، ولن يحدث لك أبداً إن شاء الله موقف تفقد فيه السيطرة على الموقف، والآخرون لا يقومون بملاحظتك كما تتصور وتعتقد، والرهاب الاجتماعي يُعالج بصورة أساسية بمواجهة المواقف، وبالطبع الإنسان الذي يصحح مفاهيمه الخاطئة يستطيع أن يواجه هذه المواقف؛ لأنه قد اقتنع أن تلعثمه ليس حقيقياً، وأن ارتباكه لا داعي له؛ لأنه لن يفقد السيطرة على الموقف.

هنالك مواقف اجتماعية بطبيعتها تبعث على الطمأنينة، مثلاً الصلاة في الصف الأول في المسجد، وحضور حلقات التلاوة، وممارسة الرياضة الجماعية، هذه كلها لها تأثيرات إيجابية جدّاً على علاج الخوف والرهاب الاجتماعي، فأرجو أن تكون حريصاً على ذلك.

الشق الآخر في العلاج وهو فعال جدّاً، استخدام العقاقير التي تؤدي إلى زوال هذا الخوف، وتوجد مجموعة من الأدوية تسمى بمثبطات إعادة استرجاع أو أخذ السيروتونين انتقائياً، ومن أمثال هذه الأدوية عقار يعرف تجارياً باسم (بروزاك Prozac)، ويسمى علمياً باسم (فلوكستين Fluoxetine) وعقار يعرف تجارياً باسم (زيروكسات Seroxat) ويعرف علمياً باسم (باروكستين Paroxetine)، وكذلك عقار يعرف تجارياً باسم (زولفت Zoloft) أو يعرف باسم (لسترال Lustral) ويسمى علمياً باسم (سيرترالين Sertraline).

الذي نرشحه للاستعمال في هذه الحالة والذي أرجو أن تتناوله هو عقار زيروكسات، أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة نصف حبة (عشرة مليجرامات) تناولها يومياً بعد الأكل، يفضل تناولها في المساء، وبعد أسبوعين ارفعها إلى حبة كاملة – أي عشرون مليجراماً – واستمر عليها لمدة ستة أشهر، بعد ذلك خفض الجرعة إلى نصف حبة يومياً لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله.

وهنالك دواء آخر مساعد يعرف تجارياً باسم (إندرال Iinderal) ويعرف علمياً باسم (بروبرانلول Propranlol) يمكنك أن تتناوله بجرعة عشرة مليجرامات صباحاً ومساءً لمدة شهرين، ثم اجعله عشرة مليجرامات صباحاً لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله.

أنا على ثقة تامة أنه أمامك فرصة لأن تعالج حالتك هذه بصورة جيدة، وأن تختفي هذه الأعراض، فقط أريدك أن تتفهم طبيعة الحالة كما شرحناها لك، وأن تتخذ الخطوات العلاجية سالفة الذكر.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر artiste chitaniste

    اللهم اشفي كل مرضانا يارب

  • أمريكا بدر

    شكرا جزيلا دكتور محمد عبد العليم على هده المعلومات القيمة جزاك الله خيرا اخي الكريم على هدا العلم الدي ينتفع به وهو في نفس الوقت صدقة جارية والدال على الخير كفاعله وأعجبني موقعك بما يتميز فيه من سلاسة القول ورزانة العقل والدقة في حكمتك ولك مني فائق الاحترام والتقدير استاذي العزيز

  • Majd

    اللهم اشفي كل مرضى المسلمين

  • اليمن ابومروان

    جزاك الله الف خير

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً