الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما دور الأماكن المرتفعة في تحسن السمع الضعيف؟

السؤال

السلام عليكم..

جدتي تبلغ من العمر 73 سنة - حفظها الله - تعاني من الضغط، وسيلان بالدم، ولديها حماية كي لا تصاب بالسكر، وعند جلوسنا معها لا تسمع ما نقول لها، حتى لو تكلمنا بصوت عال وأعدنا لها الكلام مرة أو مرتين أو ثلاثاً، تقول: أسمع صوت وشيش عند أذني، وعندما سافرنا إلى الطائف وهي منطقة جبلية مرتفعة، وضغطها مرتفع، أصبحت تسمع كل ما نقول، حتى الهمس من كلامنا، وتقول: لقد ذهب الوشيش عن أذنيّ، وبعد المغادرة رجع كل شيء على حاله من عدم سماعها للأصوات، فما السبب؟

وجزاكم المولى خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حكاية ماضي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فمع التقدم في السن، والذي تتأثر به كل وظائف الجسم الحيوية، ومنها السمع، يبدأ الضعف والوهن يصيب أنحاء الجسم المختلفة بما فيها العصب السمعي، فيقل السمع بشكل ملحوظ، وخاصة بعد السبعين، ويزيد هذا الصمم لو أضيف إليه عامل آخر، بخلاف ضعف العصب، مثلاً لو كان هناك شمع أو صماخ بالأذن، والذي يجب تنظيفها بالغسيل أو الشفط بمعرفة اختصاصي الأنف والأذن.

أما بالنسبة لطنين الأذن أو الوشيش كما تسمينه، فمن أهم أسبابه وجود صماخ أو شمع بالأذن، أو ارتفاع ضغط الدم، ولكني أتعجب من قولك: بأنه عند سفركم إلى الطائف، وهي منطقة جبلية مرتفعة، وضغطها مرتفع، أصبحت تسمع كل ما نقول، وحتى الهمس من كلامنا، وتقول: لقد ذهب الوشيش عن أذنيّ، وبعد المغادرة رجع كل شيء على حاله، من عدم سماعها للأصوات!

فمن المعروف أنه في المناطق المرتفعة - مثل الطائف - يحدث انسداد أو ضغط مؤقت على الأذن، كما يحدث عند وجودك بالطائرة أثناء هبوطها، ويكون الاختلاف شديداً بين الضغط على جانبي الطبلة، والتي يصعب على قناة استاكيوس معادلة ذلك الضغط، وخاصة في وجود انسداد بالأنف، فيشعر المرء بهذا الضغط الزائد على أذنه، ويقل السمع مؤقتاً، لا أن يتحسن.

ويجب التفرقة بين تحسن السمع، وذهاب أو اختفاء الطنين أو الوشيش، فمن الممكن أن يزيد الضغط لظروف نفسية أو مشاكل أو خلافه، فيزيد بزيادة الطنين أو الوشيش، ولكن بالخروج وتغيير الجو - وخاصة لمن في مثل سن جدتك وتواجدها الدائم بين جدران المنزل - والخروج إلى الطائف المشهورة بحدائقها وبساتينها الوارفة الخضراء؛ مما يحسن من نفسيتها فيقل الضغط لديها، فيذهب هذا الطنين أو الوشيش الذي كان يضايقها، فيتحسن السمع لديها بطريق غير مباشر، وهذا تفسيري لمثل هذا الأمر.

والله الموفق لما فيه الخير والسداد.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً