الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ذكر علاج للفصام لا يسبب الجفاف في الحلق

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم

أعاني من مرض الفصام العقلي، وأراجع الطبيب بشكل دوري، وأتناول العلاج بشكل مستمر، لكن هذا العلاج من آثاره الجانبية أنه يسبب جفافاً في الحلق، وهذا يسبب لي مشكلة في شهر رمضان، علماً بأنني لا أستطيع النوم إذا لم أتناول العلاج.

أريد منكم إعطائي النصيحة لعلاج آخر لا يسبب الجفاف، وفي نفس الوقت يُساعدني على النوم، وهل أستطيع تناول هرمون الميلاتونين فقط في رمضان لحل هذه المشكلة، وأعود بعد رمضان للدواء الذي يصفه لي الطبيب؟

وما رأيكم في هذا الهرمون (الميلا تونين)؟ وهل له آثار جانبية؟ وهل هو حل ولو بشكل مؤقت؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الأدوية التي تُستعمل في علاج الفصام كثيرة ومتعددة، فهنالك أدوية الجيل الأول وأدوية الجيل الثاني، والآن هناك حديث عن أدوية الجيل الثالث، والأدوية التي تُعرف بأدوية الجيل الأول أو الأدوية التي تم اكتشافها مبكراً في سبعينيات القرن الماضي هي أدوية فعالة وممتازة جدّاً، ولكن يُعاب عليها أنها كثيرة الآثار الجانبية، ومنها الشعور بالجفاف في الفم، ولكن الأدوية الحديثة نسبياً التي يمكن أن نعتبرها أدوية الجيل الثاني والجيل الثالث هذه قليلة الآثار الجانبية، وفي معظم الحالات لا تسبب أي جفاف في الحلق.

أخي الكريم: سيكون تواصلك مع الطبيب المعالج أمراً جيداً ومفيداً، وأرى أن تخطره بهذا العرض الذي تعاني منه وهو الجفاف في الحلق، والأدوية التي لا تسبب الجفاف كثيرة جدّاً الآن، فهنالك عقار السيوركويل، وعقار الرزبريادون، وعقار أولانزبين، وعقار إبليفاي، وعقار (سيدرولكت) ..وغيرها، هذه كلها أدوية ممتازة وفاعلة، ولكن هذه الأدوية نفسها يتخير الطبيب منها الدواء الذي يناسب حالة كل إنسان، فمن المعرف أن أمراض الفصام ليست واحدة، فهي متعددة وأنواع كثيرة، ويتم اختيار الدواء حسب ما يناسب حالة الإنسان، فالذي أنصحك به هو مراجعة الطبيب لتحديد الدواء الذي يناسبك.

بالنسبة لموضوع التحرر من هذا الأثر الجانبي حتى يسهل عليك أمر الصيام، أنا أقول لك إن الدواء يمكن استبداله كما ذكرت لك، وعلى الطبيب أن يعطيك الدواء الذي لا يسبب لك أي جفاف حتى تكون مرتاحاً في رمضان وغير رمضان، فهذا هو الأفضل أخي الكريم.

بالنسبة لهرمون المليتونين، فيعرف أن هذا الهرمون هو هرمون يُفرز بصورة طبيعية لدى الإنسان، وهذا الهرمون مرتبط كثيراً بما يمكن أن نسميه بالساعة البيولوجية لدى الإنسان، وهذا الهرمون له تدخلات وتأثيرات كثيرة في تنظيم الساعة البيولوجية ومن ثم التأثير على دورة النوم لدى الإنسان، ويعرف أن هذا الهرمون قد يضعف مع تقدم السن، لذا نجد أن الكثيرين من كبار السن تكون لديهم مشكلة حقيقية في النوم.

استُعمل هذا الهرمون لتحسين النوم بكثافة قبل خمسة عشر إلى عشرين عاماً، وكان يمثل صيحة وصرخة كبيرة خاصة في الولايات المتحدة حين ظهر لعلاج اضطرابات النوم، ولكن بعد ذلك ثبت أن فعاليته وجودته لم تكن بالصورة التي وُصفت في بداية التجارب الأولى، ولكن لا زال هذا الهرمون يُستعمل، وأصبح مستحضراً دوائياً في كثير من الصيدليات، ولا بأس به أبداً في أن تستعمله لتحسين النوم بصورة عامة.

الآن هنالك اتجاه لأن تستخرج أدوية تؤثر على هرمون المليتونين في جسم الإنسان وتنشط إفرازه، وتُساعد على علاج الاكتئاب النفسي، وبالفعل يوجد الآن دواء يسمى (Valdoxam) هذا الدواء تنتجه شركة فرنسية، وقد طُرح في الأسواق الآن، وهو يستعمل الآن لعلاج الاكتئاب، وهنالك بشائر جيدة جدّاً حتى الآن على أن هذا الدواء بالفعل ربما يكون ذا فعالية.

إذن أخي: لا مانع من استعمال المليتونين كما ذكرت لك، ولكن إذا طرحت مشكلتك على طبيبك كي يغير الدواء، وأن يجعلك تتناول دواء يحسن نومك وفي نفس الوقت لا يؤدي إلى أي شعور بالجفاف في الحلق، فهذا سيكون أمراً جيداً، خاصة أن هذه الأدوية الآن متوفرة بفضل الله تعالى.

أنا أشكرك كثيراً على سؤالك، وعلى شجاعتك في أن تقول أنك تعاني من مرض الفصام، فبعض الناس لديهم هواجس حول هذا المرض، ويخافون من الوصمة الاجتماعية، ويلاحظ أن رسالتك رسالة واضحة وجيدة، وأفكارك متماسكة ومترابطة، وهذا دليل على التزامك بالدواء، ومرحلة الشفاء والتعافي التي وصلت لها، فأنا سعيد بذلك، وأسأل الله تعالى أن يديم عليك وعلينا وعلى جميع المسلمين نعمة الصحة والعافية، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.

وبالله التوفيق والسداد.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً