الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخجل وعدم القدرة على محادثة الآخرين

السؤال

مشكلتي أنني خجولة جداً، ولا أتحدث مع أي أحد، ولا أعرف كيف أفتح أي موضوع، قد أبقى مع البعض ولا أتكلم معهم، غير أني أرد على الأسئلة فقط، ولا أجد أي شيء أقوله، وهذا الأمر سبب لي مشاكل كثيرة، لدرجة أنني خطبت أكثر من مرة وتركوني، لأنني لا أتكلم معهم ولا أفتح أي موضوع، أتمنى أن أغير نفسي، ولكن لا أعرف ماذا أفعل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ May حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فكثيراً ما يختلط لدى البعض مفهوم الخجل والحياء، وكذلك ما نسميه بالخوف الاجتماعي، وهذه إن شاء الله كلها يمكن أن تعالج.

أولاً: أنصحك بأن تفكري بأنك لا تعانين أصلاً من هذا الخجل، هذا يبدو غريباً ولكنه مفيد.

ثانياً: انظري إلى نفسك بصورة إيجابية، وقدري مقوماتك بصورة جيدة، ولا تقللي من شأن ذاتك.

ثالثاً: عليك بالإكثار من الاطلاع لتحسين مقدراتك المعرفية.

رابعاً: اجلسي مع نفسك يومياً لمدة نصف ساعة، وتصوري أنك تجالسين صديقاتك أو بعض معارفك من النساء، وتودين أن تطرحي مواضيع معينة، أو تريدين أن تقدمي لهم درساً وعظياً، قومي بهذا الفعل وكأنه واقع، وياحبذا لو قمت بتسجيل ما سوف تذكرينه، وبعد ذلك قومي بالاستماع إلى نفسك، هذا نوع من الدور الخيالي الدرامي، ولكنه ذو فائدة كبيرة جدّاً.

خامساً: حين تذهبين لزيارة أهلك حضري موضوعاً أو موضعين أو ثلاثة سوف تتحدثين عنها، ويمكن أن تكون هذه المواضيع مواضيع عامة، الحديث عن الأحداث الحياتية، الحديث عن الطقس، الحديث عن أي أمور مستقبلية، المهم أن تكون هنالك مواضيع محددة.

سادساً: أنصحك بأن تذهبي إلى أماكن تحفيظ القرآن الكريم، هذه الحلق فيها خير كبير، وتؤدي إلى تفاعل اجتماعي إيجابي جدّاً.

سابعاً: إذا كان هنالك أي وسيلة للانضمام إلى جمعية خيرية أو ثقافية، هذا يجعلك -إن شاء الله- تستفيدين منه كثيراً.

ثامناً: علمي نفسك أن تتجنبي اللغة الجسدية، أي لا تستعملي الأيدي كثيراً أثناء الكلام، هذه اللغة الحركية تقلل من الكفاءة الاجتماعية في بعض الأحيان، كما أني أنصحك بأن تنظري إلى الناس في وجوههم حين تتحدثين معهم، وحاولي دائماً أن تأخذي أنت مبادرة السلام على الناس، وإذا سلّم عليك أحد فردي بتحية بأحسن منها.

هذا هو الذي أنصحك به أيتها الفاضلة الكريمة، وهذه الأمور مجربة ومفيدة لإزالة هذا النوع من الانكباب على الذات والخجل والخوف.

أود أن أصف لك دواء بسيطاً جدّاً، وجد أنه يساعد كثيراً في تحسين الدافعية من أجل التواصل مع الآخرين، الدواء يعرف تجارياً في مصر باسم (مودابكس Moodapex) ويسمى أيضاً تجارياً باسم (زولفت Zoloft) أو (لسترال Lustral) ويسمى علمياً باسم (سيرترالين Sertraline) أرجو أن تبدئي في تناوله بجرعة نصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجراماً – تناوليها ليلاً بعد الأكل لمدة شهر، بعد ذلك ارفعيها إلى حبة كاملة لمدة ثلاثة أشهر، ثم إلى نصف حبة يومياً لمدة شهر، ثم نصف حبة يوماً بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن تناولها.

هذا هو الذي أنصحك به، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

ولمزيد من الفائدة يمكنك الاطلاع على الاستشارات التالية حول علاج الخجل سلوكياً: (267019 - 1193 - 226256).


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً