الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ولي المسلمة التي أبواها كافران

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سؤالي أنقله لكم عن فتاة اعتنقت بفضل الله تعالى الإسلام حديثاً، والسؤال يخص موضوع الزواج، أخبرتني هذه الأخت وكلها حسرة، أن أبويها يكرهان كل ما هو أجنبي لدرجة النازية، خصوصاً إذا تعلق الأمر بأجنبي مسلم، هذه الأخت المسلمة تربت على مبادئ وقيم تحثها كثيراً على إشراك أبويها في موضوع زواجها، وأخذ رأيهما مأخذ الجد، وموافقتهما لأي أمر في غاية الأهمية.

بعد إسلام هذه الأخت، علمت أن هذه المبادئ هي واحدة من شروط الزواج التي لا يصح إلا بها شرعاً في ديننا الحنيف، فمن المعلوم أن حضور وموافقة والد الفتاة (أو ولي أمرها في حال تعذر ذلك) شرط جوهري وأساسي حتى يصح الزواج، وهي تريد الزواج من مسلم، ولكنها في حيرة من أمرها، وتسألكم ما عساها فاعلة؟ وما قول الشرع الإسلامي في هذه الحالة؟

أشير إلى أن أسرة هذه الأخت المسلمة لا تعلم إلى الآن أن ابنتها اعتنقت الإسلام، وأشير كذلك إلى أنها تعيش وحدها في مدينة بعيدة عن أسرتها.
جزاكم الله خير الجزاء، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الصمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك أيها الحبيب في استشارات إسلام ويب، ويسرنا أن نهنئ هذه الأخت أولاً بما هداها الله سبحانه وتعالى إليه بالإسلام، ونسأله سبحانه أن يثبتنا وإياها على هذا الدين حتى نلقاه، ولاشك أيها الحبيب أن هذه الأخت محتاجة إلى التثبيت على هذا الدين، بأن يشرح لها على وجهه الصحيح، ويبين لها سماحة الإسلام وما يختص به، حتى يزول من نفسها كل خوف من أحكامه وتشريعاته.

من هذه الأحكام أحكام الولي في النكاح، فإن الإسلام لم يجعل للكافر وليّاً على المسلمة ولو كان أباً لها، والذي فهمناه من هذا السؤال أن أسرتها لازالت على الكفر، ومن ثم فلا ولاية لأبيها عليها، وتولي من يقوم بأمر المسلمين في المدينة التي هي فيها، من يقوم بجماعة المسلمين كالمراكز المعتمدة المعتبرة عند الناس التي يرجعون إليها لفض نزاعاتهم أو نحو ذلك، وتوكل من يتولى تزويجها من مسلم، ولا حاجة بها إلى التخوف من كون الوالد لابد من اعتبار رأيه أو موافقته، كذلك إذا كان الأب مسلماً، وبهذا يزول -إن شاء الله- ما عساها أن تجده من الخوف من هذا الجانب.

ينبغي أن تُنصح هذه الأخت بأن تمهد الطريق عند والديها للتزوج، حتى لا يكون زواجها مسار مشكلات لها، مع أننا ما نعرفه أن المرأة في البلدان الغربية تستطيع أن تتزوج دون أن يُحدث لها أحد أي مشكلة، لكن مع هذا ينبغي لها أن تتلطف بوالديها، وتحاول أن لا يكون هذا الأمر منفراً لهما، مسبباً لكراهتهم لها، أو نحو ذلك، وإلا فالجانب الشرعي فيه كما ذكرنا.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن ييسر أمرها، وأن يقدر لها الخير حيث كان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً