الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العمل على إصلاح دين الأخ الذي لا يصلي

السؤال

السلام عليكم

أخي عمره 30 سنة، وهو موظف، وقد تزوج قبل ثلاث سنوات سراً من امرأة مطلقة عندها أربعة أطفال، وتكبره بعشر سنوات، وسمعتها مشوهة، وتدخن ولا تصلي، وقد حاولنا معه كثيراً حتى طلقها، وبعده أرجعها، والآن إذا نصحه أحد منا يقاطعه ولا يكلمه، وأخي لا يسمع النصيحة، وهو لا يصلي، نريد منه أن يطلقها ويتزوج غيرها، ولكن دون جدوى، فهو يحبها جداً ومتعلق بها.

علماً بأنه كتوم جداً، وقد تعبنا معه، فهل نتركه وهذه حياته أم نصر عليه أن يطلقها؟ وكيف أقنعه أن يصلي ويصوم؟

والله أخاف عليه أن يموت على هذه الحالة!

هداه الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أميرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحباً بك في استشارات إسلام ويب، وشكر الله لك حرصك على هداية أخيك، وهذا من كمال دينك ورجاحة عقلك، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يهديه، وأن يرده إليه ردّاً جميلاً، وأن يكتب لك أجر السعي في ذلك.

نصيحتنا أيتها الأخت العزيزة! أن تتركوا هذا الأخ وزوجته، ولا تحرّجوا عليه في طلب طلاقها، وليكن مبدأ إصلاحه السعي في إصلاح ما هو مفرط فيه من أمر دينه كالصلاة وغيرها، أما الزوجة ما دام متعلقاً بها ويحبها، وقد تزوج بها زواجاً شرعياً، فلا ينبغي أن يكون مبدأ الحديث معه عن هذا، فإذا هو تاب بعد ذلك واستقام وصلح حاله، سيدرس هو حالته بنفسه وينظر، هل تصلح هذه الزوجة لأن تبقى معه أو يفارقها؟

وليكن مبدأ الإصلاح كما ذكرنا أولاً: السعي في إصلاح حاله مع الله سبحانه وتعالى، لاسيما في أداء هذه الفريضة العظيمة، وهي فريضة الصلاة، وهناك وسائل يمكن الأخذ بها لمحاولته إصلاح حاله، ولا شك ولا ريب أن الهدى هدى الله، كما أخبر الله سبحانه وتعالى في كتابه، ولكن من الله تعالى الهداية ومِنا التسبب فيها، فينبغي الأخذ بالأسباب ما أمكن، وأول هذه الأسباب وأعظمها أثراً: دعاء الله سبحانه وتعالى، دعاء صدق واضطرار بأن يهديه، وينبغي أن تتحري أوقات الإجابة في الدعاء له، وكذا وباقي أخواته وأمه، فتدعون له، والله عز وجل يهدي من يشاء، وقلوب العباد بين أصبعين من أصابعه يقلبها كيف يشاء سبحانه وتعالى.

ثاني الأسباب: تذكيره بالآخرة وما فيها، فاحرصي على أن يسمع شيئاً، ويستحسن أن لا يكون يعلم بأنه هو المقصود بذلك، احرصي على أن يسمع شيئاً من المواعظ التي تذكره بالنار، وما أعد الله عز وجل فيها للعصاة، وكذا تذكره بالجنة وما أعد الله عز وجل فيها للطائعين، وتذكره بما في الدار الآخرة والوقوف بين يدي الله سبحانه وتعالى، وعذاب القبر، وعاقبة من ترك الصلاة، والمواعظ في هذا المعنى ولله الحمد كثيرة.

الوسيلة الثالثة: أن تحاولوا بقدر الاستطاعة الطلب من الرجال الطيبين الصالحين الإكثار من زيارته في بيته، ومد جسور التواصل معه، وأن لا تيأسوا من صلاحه، وهو إذا اعتاد على مجالستهم ربما طابت نفسه، وانشرح صدره بعد ذلك أن يخرج معهم إلى المسجد، ولعل الله عز وجل ييسر له ذلك، نسأل الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يهدي أخاك، ويشرح صدره للحق.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • رومانيا ام ميش

    انا ايضا اعاني نفس المشكله . اخواني اثنين مايصلون وتركوا وظايفهم وحاليا عند امي يصومون ويفطرون بدون صلاة . ابوي يقولةمالي علاقه وامي تعبت نفسيا وجسديا من وضعهم. حاولت بكل الطرق انصحهم وادعي لهم من سنوات بس مافيه اي تغيير ..

  • مصر أبو أنس عبد الله

    اللهم لك الحمد ... جعل الله كلا في مسار معين و يعلم سبحانه ما يقدر عليه المرء و ما لا يقدر ... لعلاقتك بأخيك تدبير من العليم الخبير اللطيف ،، لخلق فيك طيب و قدرة على الوصول إلى قلبه ليست عند أحد إِلاك فاحرص على ألا تنقطع و هي هي نفس هذه العلاقة ستكون دافعا و صحبة في الخير بعد هداية الله له ... ان اقتصرت على السلام و ففيه دعوة له بأن يسلمه الله .،، و ان أهديت ابناءه الهدايا ففيها جذب لقلبه فالهدية تذهب وقر الصدر وعليك باليسير وبما تطيقه نفسك فبإذن الواحد يلين قلبه و ينشرح صدره بالإسلام ..، قال تعال ( و بشر الصابرين ) وقال عز من قاءل ( و الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ) أعانكم الله و ثبت خطاكم ... أخوكم في الإسلام

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً