الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ظهرت بقع بيضاء بيضاوية فوق حواجبي،، فهل هي خطيرة؟

السؤال

أنا متزوجة منذ سنة، وأجريت منذ ثلاثة أشهر عملية تجميل لأنفي، وبنفس الوقت ظهرت بقع بيضاء بيضاوية فوق حواجبي بشكل أفقي، ومتلاصق بحواجبي، وأنا خائفة أن تزداد، أرجوكم أريد العلاج.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رنا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

إن ظهور بقعة بقع بيضاء بيضاوية على الوجه في منطقة محددة، قد يكون له عدة احتمالات، ومن خلال المناقشة التي سنوردها أدناه أيضاً ستتعرفون على هذه الاحتمالات، والتي تشمل البهاق والنخالية القاصرة ونقص التصبغ التالي للاندفاع والنخالية المبرقشة.

أولاً البهاق: وهو الغالب والشائع إن وجدت قصة عائلية بهقية، وتكون البقع ناصعة البياض، أو عديمة الصباغ، والحدود واضحة، أو حتى أغمق قليلاً من الجلد الطبيعي، ولا توجد وسوف ولا قشور، وغالباً ما تظهر على مناطق انتقائية، مثل ما حول العينين وأطراف الأصابع، والمواضع التي تتعرض للرضوض، مثل الكوعين والمرفقين، أو أي موضع آخر.

ويستجيب للعلاج بالمحسسات الضيائية، مثل (البوفا) و(الأشعة فوق البنفسجية – ذات الحزمة الضيقة النارو باند) أو لليزر الأيكسايمر، وللتوسع في موضوع البهاق يرجى مراجعة الاستشارة رقم (280516) .

ثانياً النخالية القاصرة: وغالباً ما تكون عند الأطفال دون سن البلوغ، ولكن قد تظهر بعد البلوغ أيضاً، وغالباً تُصيب المواضع المكشوفة، وغالباً ما تكون ناقصة الصباغ وليست عديمة الصباغ، وغالباً ما تكون وسفية أي عليها قشور رقيقة ناعمة بيضاء، وعلاجها بتجنب الشمس، مع استعمال المرطبات والفيتامينات، وأحياناً تُستطب الكورتيزونات الموضعية لفترةٍ محدودة.

ومن باب التوسع نورد ما يلي عن النخالية القاصرة:
(النخالية القاصرة أو (pityriasis alba )، وهي عبارة عن بقع ليست ناصعة البياض كالبهاق ولكنها أقل لونا من المواضع الطبيعية للجلد المجاور وهي أكثر ما تصيب الوجه خاصة عند الأطفال وبدرجة أقل عند البالغين، وعندما تبدأ تكون عليها وسوف بيضاء خفيفة تشبه الملح أو الدقيق المطحون، وقد تبدأ بشيء من الاحمرار الذي غالباً لا يلاحظه صاحبه، وهي غالباً ما تزيد في أشهر الصيف وتقل في أشهر البرد، وغالباً ما تزيد عند من يتعرضون للشمس أكثر من أولئك المقيمين في الظلال؛ ولذلك عزاها بعض الأطباء للشمس، وقد وجد بالتجربة أن إعطاء الفيتامينات يقلل من حدوثها ويحسنها فعزاها البعض إلى نقص الفيتامين، ويعتبر ذلك من طرق العلاج التي يمكن مشاركتها مع غيرها، وهناك دراسات وجدت زيادة نسبة الديدان المعوية عند من يعاني منها ولكن هذه دراسات قديمة لم تتكرر، وقد وجد أيضاً أن استعمال المراهم الكورتيزونية الخفيفة تحسنها؛ لأنها التهاب والكورتيزون هو مضاد التهاب.

وفي النهاية ننصح بمراجعة طبيب أمراض جلدية للفحص والمعاينة والتشخيص ونفي أو إثبات أسباب أخرى فالتشخيص والعلاج عن بعد عرضة للأخطاء وأحياناً للأخطار).

وللاستزادة عن النخالية القاصرة يرجى مراجعة الاستشارة رقم (253304) ففيها إجابات لاستفسارات خاصة عن النخالية القاصرة.

ونحن هنا ومن باب التفصيل وإرضاء السائل نوسع المجال الذي نفكر به ونتابع الاحتمالات.

ثالثاً: نقص التصبغ التالي للاندفاع أو التالي للالتهاب:

غالباً ما يُلاحظ المريض التهاباً يتظاهر باحمرار، أو تقيحا أو تغيرا في الجلد يتلوه نقص في اللون، وغالباً لا تكون وسفية بعد زوال الالتهاب، وغالباً ما يرسم شكل الالتهاب السابق له، وغالباً نقصا في اللون وليس بياضاً ناصعاً كالبهاق، وقد يكون الالتهاب عابرا ولا يلاحظه المصاب إلا بعد أن يبيض، وعلاجه يكون [بالزمن] مع تجنب الالتهاب وتكراره، وقد تُستطب المحسسات الضيائية إن كان شديداً.

رابعاً: النخالية المبرقشة وتوابعها: وهي ما تسمى بالتينيا، ولكن علينا أن نميز بين التينيا وبين نقص اللون في الجلد التالي للتينيا، فالتينيا تتميز بوجود القشور البيضاء الخفيفة وكأنها الملح، أو أنها بالحك الخفيف تُعطي هذه القشور التي من الممكن أن تكون ملتصقة.

الفحص المجهري المباشر يظهر العوامل المسببة لهذا المرض، ويكون علاجها في الحالات الخفيفة بمضادات الفطر الموضعي ( كلوتريمازول أو البيفاريل أو الميكانازول ).

وأما في الحالات المتوسطة أو الشديدة فيمكن استعمال بعض مضادات الفطريات عن طريق الفم، مثل الإتراكونازول حبة مرتين يومياً لمدة أسبوع، علماً بأن التعرض لأشعة الشمس قد يزيد من احتمالات الابيضاض التالي للتينيا.

أما البقع البيضاء التالية أو التي تأتي بعد التينيا، فهي ليست تينيا، أي الفحص المجهري المباشر سلبي ولا يوجد عليها قشور، ولا تستجيب لمضادات الفطريات لا الموضعية ولا الفموية، ولكنها تتحسن إما مع الزمن أو بالتعرض الدوري المتزايد إما للشمس وإما للأشعة فوق البنفسجية، ولذلك مراكز متخصصة.

إذن: هما مرحلتان للتينيا:

الأولى ـ فطرية فعالة ذات قشور، تحتاج تجنب الشمس، وتُعالج بمضادات الفطريات.

والثانية _ هي آثار وليست فعالة، وتتحسن عفوياً، أو تعالج بالتعرض المدروس لأشعة الشمس.

ويفضل استعمال شامبو إيكونازول ( البيفاريل ) أو كريم مضاد للفطريات؛ وذلك للوقاية من عودة المرض، وبالطبع فإن الجرعة والكمية سيكون ذلك أقل بكثير من الجرعات العلاجية.

ختاماً: وبعد توثيق التشخيص عن طريق زيارة طبيب مختص تكون المعلومات الواردة أعلاه مغذية لأي احتمال.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • جويانا الفرنسية اناهيد

    مشكور على المعلوماتك

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً