الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حالات القلق الشديد المصحوبة بالشعور بالتغرب عن الذات وكيفية علاجها

السؤال

السلام عليكم.

بداية أشكركم على هذا الموقع الرائع الذي يقدم المساعدات للناس.

أشعر بتوتر وقلق نفسي، وأنظر إلى الناس كأنهم خيال بجواري، وكأنهم من كوكب ثان، وعندما أقلق أنظر إلى عيني، وأقول لماذا خلقت هكذا؟! وماذا أفعل بها؟! وأفكر أيضاً في أنفي، فأقول: لماذا خلق أنفي؟ وعندما أتوهم أو أفكر في ذلك يحدث لي في جسمي شيء لم أعرفه! ربما يكون قشعريرة أو شيئاً آخر لا أعلم به، فيرتفع في جسمي حتى يصل إلى الرأس، ويحدث ربما ما يشبه الدوار أو الدوخة، وشيءٌ آخر لا أعلم به، وصعوبة بالتنفس، ومن بعد هذه الأعراض لا أستطيع الوقوف على الرجلين؛ لأن الرجل بعد هذا يحدث فيها تنميل وخدر، وأيضاً خلف الرقبة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مجد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإن حالتك هذه حالة بسيطة، وكما وصفتها أنت فهي نوع من القلق النفسي، وهذا القلق النفسي أخذ صفة ما نسميه بالوسواس القهري، والوسواس القهري يكون فكراً متسلطاً على الإنسان، يجعله يبحث عن تفاصيل سخيفة حول موضوع ما، ويحاول دائماً الإنسان أن يحلل المعلومة وينظر إلى ما وراءها، وربما يعطيها معانٍ كثيرة تسبب له المزيد من القلق.

يُعرف أن القلق حينما يكون شديداً يحدث للإنسان ما نسميه بالاضطراب الأنّية، وهو أن الإنسان لا يتأكد من ذاته، ولا يتأكد ممن حوله، وهذا التغير الذي يحدث ليس دليلاً أبداً على وجود مرض عقلي أو شيء من هذا القبيل، إنما هو دليل على وجود هذه الوساوس التي تعاني منها.

كل ما وصفته من صعوبة بالتنفس، وأنك لا تستطيع الوقوف على الرجلين، هو ناشئٌ من القلق، وليس أكثر من ذلك، وأنت والحمد لله كامل الجسد وقوي الأعصاب، وليس هنالك أبداً ما يدعوك لأن تستجيب لهذا الشعور الإيحائي الذي يعطيك الفكرة أنك لا تستطيع أن تقف على رجليك، هذا لابد أن تقاومه، وأنصحك بممارسة الرياضة، وأن تركز على دراستك، وأن تحقر هذه الأفكار تحقيراً كاملاً.

في مثل عمرك نفضل بعض الأدوية المضادة للوساوس والقلق والتوتر، والتي -إن شاء الله- تزيل كل هذه الأعراض التي تُعاني منها، والدواء الأفضل يُعرف تجارياً باسم (فافرين Faverin) ويعرف علمياً باسم (فلوفكسمين Fluvoxamine) فأرجو أن تتحصل عليه، وهو لا يحتاج لوصفة طبية في معظم الدول..ابدأ الجرعة بخمسين مليجراماً (حبة واحدة) تناولها ليلاً، يفضل تناولها بعد الأكل، علماً أن الدواء ليس له آثار جانبية، فقط ربما تشعر بشيء من الاسترخاء أو زيادة بسيطة جدّاً في النوم في الأيام الأولى.

استمر على جرعة الخمسين مليجراماً لمدة شهر، بعد ذلك يفضل أن ترفع الجرعة إلى مائة مليجرام – وهي الجرعة العلاجية – استمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، وبعد ذلك خفض الجرعة إلى خمسين مليجراماً كجرعة وقائية، وهذه الجرعة الوقائية يجب أن تستمر عليها يومياً لمدة ستة أشهر، بعد ذلك يمكنك أن تتوقف عن تناول الدواء.

إذن: الحالة بسيطة، وهي نوع من قلق الوساوس وليست أكثر من ذلك، وباتباعك للتعليمات التي ذكرناها، والدواء الذي وصفناه، والتزامك بجرعته ومدته، سوف يزول كل ما بك إن شاء الله تعالى.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً