الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أسباب تؤدي إلى كثرة النوم وعلاج ذلك

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم.
السلام عليكم.

أنا شابٌ جامعي، أبلغ من العمر عشرين عاماً، أُصبت بكثرة النوم، وليس سببه الفراغ، ففي وقتي من الأعمال المهمة الكثير، بل صرت أنام في الجامعة أثناء المحاضرة، وبدأ يلاحظني الأستاذ، حتى صرت أعض يدي حتى يذهب، وأمضغ العلك، بل في بعض الأيام أتخلف عن الجامعة بسبب النوم.

ساعدوني بارك الله فيكم؛ فقد كثر نومي ولاحظني الجميع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن كثرة النوم قد تكون لها عدة أسباب نفسية أو عضوية، منها:

1- هنالك علة تسمى بـ(ناركولبسي) هذه العلة يكون الإنسان فيها عرضة لفترات من النوم التي لا يستطيع أن يقاومها، وهذه تأتي في فتراتٍ متقطعة، ونلاحظ أنها تجري في بعض الأسر، وهذا يعني أن الجانب الوراثي موجود فيها.

2- بعض الذين يعانون من زيادة في الوزن أيضاً قد تنتابهم فترات طويلة من النوم العميق.

3- ضعف إفراز الغدة الدرقية قد يؤدي أيضاً إلى زيادة في النوم.

4- ومن الناحية النفسية فهنالك أنواع من الاكتئاب النفسي تؤدي إلى الإجهاد النفسي، ومن ثم زيادة في النوم، ولا أعتقد أنك تعاني من اكتئاب نفسي، والذي أرجوه هو أن تقوم بعمل الآتي:

- تأكد من قوة الدم لديك -الهيموجلوبين Hemoglobin– فإذا كان هنالك ضعف في الدم فهذا يمكن علاجه بسرعة وسهولة.

- تأكد أيضاً من وظائف الغدة الدرقية، وإذا كان فيها عجز فسوف تعطى الهرمون اللازم، هذه الاحتمالات التي ذكرتها لك احتمالات ضعيفة ولكنها مهمة.

إذا افترضنا أن كل الفحوصات سليمة، ففي مثل هذه الحالة أقول لك: المطلوب منك هو أن تنام مبكراً ليلاً، وأن تثبت وقت نومك، وأن تمارس التمارين الرياضية بكثافة، خاصة في فترة المساء، وأن تتناول كوباً من القهوة المركزة صباحاً وعند المغرب.

هذه الأسس تُعتبر جيدة، وتُساعد -إن شاء الله- في أن يكون نومك نوماً صحياً، ولا يسبب لك حرجاً أو مضايقة مع الآخرين.

يوجد دواء مضاد للاكتئاب وُجد أنه يُفيد في مثل هذه الحالات، يعرف تجارياً باسم (تفرانيل Tofranil) ويُعرف علمياً باسم (امبرمين Imipramine) لا مانع من تناوله بجرعة خمسة وعشرين مليجرام ليلاً، لمدة ثلاثة أشهر، تناوله كتجربة، مع تطبيق التمارين السلوكية السابقة، فإن وجدت فيه نفعاً فيمكنك الاستمرار عليه لمدة ستة أشهر أخرى، ثم توقف عن تناوله.

توجد أدوية تخصصية تزيد من نشاط الإنسان وتقلل النوم لديه، ولكن هذه الأدوية ذات مضار وذات تبعات أخرى غير محمودة، وتؤدي إلى شيء من التعود وربما الإدمان، ولا نصفها إلا إذا كان التشخيص هو (الناركولبسي)، وفي نطاق ضيق جدّاً، فلا تشغل نفسك بها، وإن دعاك أحد لتناولها - حيث إنها تداول في بعض الأحيان بكل أسف في المجتمعات الطلابية خاصة قبل الامتحانات- فلا تتناولها أبداً.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وأرجو أن تتواصل معنا في إسلام ويب لتطلعنا على وضعك بعد شهرين أو ثلاثة من الآن.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً