الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تأثير القلق والتوتر على ارتفاع ضغط الدم

السؤال

إخوتي الأعزاء في هذا المنتدى الرائع، وفقكم الله لخدمة المسلمين.
أنا طالب متغرب عن بلدي، مررت لفترة بظروف نفسية سيئة، لا يزال تأثيرها عليّ واضحاً مسبباً قلة النوم، مشكلتي الصحية تكمن في ارتفاع ضغط الدم، فأنا لديّ خوف من مواجهة جهاز ضغط الدم، فعند عملية القياس أشعر بالخوف والقلق، ويرتفع نبض القلب ليصل إلى 100، وتظهر النتيجة 159.5 وعندما أكون مستقراً نفسياً تكون النتيجة طبيعية.
علماً أني أمتلك جهازاً لقياس ضغط الدم، فهل هذا يعتبر ارتفاعاً في ضغط الدم يستحق العلاج؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أسامة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هذا الموضوع من المواضيع الهامة، فالكثير من الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم كمرض، يعتقدون أن الانفعالات والتوترات النفسية والعصبية والمخاوف يمكن أن ترفع ضغط الدم لديهم بصورة ملحوظة، وهذا الكلام ليس صحيحاً، نعم القلق والتوتر والعصبية تساهم في رفع ضغط الدم، ولكن بنسبة ليست بالكبيرة، وفي نفس الوقت يكون الضغط الانبساطي -أي: الضغط الأسفل- غير مرتفع في معظم هذه الحالات.
والذي أود أن أوضحه لك أيها الأخ الكريم هو أن تذهب إلى الطبيب، ولا تعتمد على جهاز قياس ضغط الدم الذي لديك، والطبيب سوف يقوم بقياس ضغط الدم في أوضاع معينة مختلفة، وسوف يطلب منك بعد ذلك أن تأتيه في فترات متقاربة، أو تقوم أنت بقياس ضغط الدم بنفس الطريقة التي أوضحها الطبيب وتسجل هذه المقاسات، وتأتي وتعرضها على الطبيب، هذه هي الطريقة الأفضل، ونحن لا نريد الناس أن تستغفل نفسها وتعتمد على ما يسمى بالضغط العصبي.
ضغط الدم مرض بسيط جدّاً، ولكنه خطير جدّاً، بسيط إذا عرفه الإنسان وقام بعلاجه، وخطير إذا أهمله الإنسان أو حاول أن يجد مبررات أخرى، هذا هو الذي أنصحك به فيما يخص ضغط الدم.

بالنسبة للمخاوف التي لديك لابد أن تعالج، وعلاجها بسيط جدّاً، علاجها يكون عن طريق تمارين الاسترخاء، ممارسة الرياضة، وأخذ الأدوية المضادة للقلق والمخاوف، وهنالك أدوية جيدة وممتازة منها عقار يعرف تجارياً باسم (سبرالكس Cipralex) ويعرف علمياً باسم (استالوبرام Escitalopram)، ويضاف إليه دواء آخر يعرف تجارياً باسم (فلوناكسول Flunaxol) ويعرف علمياً باسم (فلوبنتكسول Flupenthixol) هذه الأدوية جيدة وسليمة، وهي تزيل - إن شاء الله تعالى - القلق والمخاوف التي لديك.

والأدوية في كثير من الدول يمكن الحصول عليها دون وصفة طبية، وبالنسبة للجرعة السبرالكس المطلوبة في حالتك هي تناول عشرة مليجرامات يومياً لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك تخفض إلى خمسة مليجرامات -أي: نصف حبة- يومياً لمدة شهر، ثم يتم التوقف عن الدواء.

أما بالنسبة للفلوناكسول فجرعته هي حبة واحدة (نصف مليجرام) في الصباح يومياً لمدة ثلاثة أشهر.

بالطبع حين تقابل الطبيب سوف يقوم أيضاً بإجراء بعض فحوصات الدم والتي يجب أن تشمل نسبة الـ (هيموجلوبين Hemoglobin) ووظائف الغدة الدرقية، ونسبة الدهنيات في الدم، وكذلك وظائف الكلى والكبد، هذه فحوصات روتينية يتم إجراؤها بالنسبة لكل الذين يعانون من تسارع ضربات القلب أو ارتفاع في ضغط الدم.
الأمر بسيط جدّاً، وإن شاء الله باتباعك للنصائح التي ذكرناها لك سوف يتم حسم هذا الموضوع وسوف تتلقى العلاج اللازم، وسوف ينتهي الأمر على خير إن شاء الله.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر سعاد

    merccci

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً