الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طفلتي عنيدة ولا تسكت حتى نلبي رغبتها!

السؤال

السلام عليكم.
أولاً: طفلتي عمرها سنتان، عصبية، إذا أرادت شيئاً معينا وكان فيه خطأ، ومنعناها عنه، تظل تبكي، وأحياناً لساعات دون توقف، وتردد كلمات ليس لها علاقة بما تريده، مثل: (منة -وهو اسمها- ماء، البسي) مجرد كلمات، ولا تسكت حتى نلبي رغبتها، وإلا فلن تتوقف عن البكاء، فما تفسير ذلك؟ وماذا أفعل؟

ثانياً: أريد أن أنمي مستوى ذكاء هذه الطفلة، فما هي الوسيلة؟ وهل يوجد ألعاب لمثل سنها تنمي الذكاء؟

ثالثاً: هي تحب قنوات الأطفال في التليفزيون، وتقلد بعض حركات الأطفال أثناء المشاهدة، فهل مشاهدتها بكثرة فيها ضرر عليها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هاني حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالعصبية لدى الأطفال -خاصة في هذا العمر- تعتبر مرحلة عابرة، وليست دليلا على وجود مرض أو خلل سلوكي رئيسي، إلا في حالات نادرة، فالطفل الذي يكثر من العصبية والبكاء يعبر عن احتجاجه، وهذا الاحتجاج يكون ناتجا إما عن محاولته لإعادة اكتساب أشياء قد فقدها، أو للفت الانتباه إليه حتى تحقق رغباته.

كما ذكرت - لك أخي الكريم - هذا أمر تطوري طبيعي جداً في حياة بعض الأطفال، وخير وسيلة هي أن نتجاهل الطفل ولا نستجيب لاحتجاجه ما دام بهذه الصورة، أنا أعرف تماماً أن ذلك قد يكون ليس من السهل، أي أن نصبر على صراخ الأطفال، ولكن التفاعل معهم أو محاولة معاملتهم بشيء من العصبية والعنف سوف يزيد من عصبية الطفل واحتجاجه، وقطعا لا ينمي شخصيته، فالذي أرجوه هو أن تحاولوا بقدر المستطاع أن تتجاهلوا صراخ هذه الصغيرة، وفي نفس الوقت يتم مكافأتها وتحفيزها، وذلك بالتبسم في وجهها وتقبيلها واحتضانها، في أوقات لا تتوقع ذلك، هذا يحسن كثيراً من مزاج الطفل.

أما بالنسبة لترديدها لبعض الكلمات التي ليست ذات علاقة، فهذا ليس أمراً مزعجا في هذه المرحلة، فالطفل لا يستطيع في بعض الحالات أن يربط ما بين خياله وبين الواقع، وأعتقد أن الطفلة لا زالت لم تعرف علاقة اللغة بما تقوم به من نشاط، وهذا إن شاء الله بمرور الوقت سوف ينتهي.

بالنسبة للألعاب لها أهمية كبيرة جداً في حياة الطفل، وفي تنمية مستوى ذكاء الطفل، فالألعاب المرتبطة بالبيئة دائماً أفضل، مثلاً أن نأتي للطفل بلعبة توضح كيفية الصلاة، والألعاب الحركية والناطقة في ذات الوقت تنمي من ذكاء الطفل؛ لأنه يتفاعل معها بصورة أكبر.

الأمر الآخر ذكاء الطفل ينمو تلقائيا إذا أتيحت له الفرصة المناسبة لأن يختلط ويتفاعل مع أطفال آخرين من عمره، ولاشك أن للكبار دورا في تنمية ذكاء الطفل؛ وذلك بأن نحفزه، وبأن نردد له بعض الكلمات، وأن نتفاعل معه فيما نسميه بالسايكو دراما، وهي مثلاً أن تلعب الأم دورا تمثيليا معينا، وتجعل الطفل يتفاعل مع هذا الدور، هذه كلها من الوسائل التي تفيد الطفل، بالنسبة لحب الطفلة لقنوات الأطفال في التلفزيون هذا أمر مقبول جداً، ولكن بالطبع يجب أن يكون في حدود، وحبذا لو جلس معها أحد حين تشاهد هذه القنوات على الأقل، ليقوم بشرح بعض الأمور لها، هذا يساعد الطفل كثيراً في تنمية ذكائه وبناء شخصيته؛ فالرفقة للطفل في مشاهدة هذه القنوات والبرامج، ومحاولة توضيح وشرح بعض هذه البرامج يزيد من رغبة الطفل، وينمي من مقدراته، وفي نفس الوقت يقلل من اعتمادية الطفل على هذه القنوات بصورة مطلقة ومسرفة، كما يحدث لدى بعض الأسر؛ لأن الأب أو الأم أو الأخ الذي يشاهد هذه القنوات مع الطفل في نفس اللحظة يستطيع أن يوقف هذه البرامج في اللحظة المناسبة، وبرضا وقبول كامل من جانب الطفل.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لابنتك الصلاح والنجاح والحفظ، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً