الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

النشاط الصرعي للأطفال وإجراءات علاجه.

السؤال

السلام عليكم..

طفلة عمرها (23) شهراً، سقطت على الأرض بسبب تعثرها بحجر، ولامست مؤخرة رأسها الأرض، بدأت تبكي، ثم أصيبت بتشنج أثناء البكاء، استمر لأقل من دقيقة، أفاقت بعد صب الماء البارد على رأسها، بعد شهر سقطت بعنف مرة أخرى على وجهها -وفمها بالتحديد- من على دراجة نتيجة فقد توازنها عليها، وحدث نفس الشيء أثناء بكائها أن تشنجت وأفاقت بعد صب الماء البارد.

عملنا تخطيطاً للمخ وظهر في النتيجة وجود كهرباء زائدة، وأوصى الطبيب بأخذ جرعة لمدة سنتين، النتيجة:
(Abnormal eeg showing a generalized epilepiform seizure activity)

نفس هذا التشنج كان لدى الأب والعمة في نفس العمر، ويحدث لدى سقوط عنيف أو نوبة بكاء حادة، ولم يتم الذهاب لطبيب أو أخذ علاج؛ حيث إنه زال بعد بلوغ الخامسة من العمر، والطفلة أيضاً لديها نشاط زائد وذكاء ملاحظ يفوق عمرها، وكل تطورها طبيعي، وظلت فتحة الجمجمة الأمامية لم تغلق حتى الآن (مفتوحة بمقدار سم)، فهل نبدأ في العلاج أم ماذا نفعل بالضبط؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منار حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فتخطيط الدماغ يوضح وبصورة جلية أن هذه الابنة - حفظها الله - لديها نشاط صرعي، وأرجو أن لا تنزعجي لكلمة صرعي؛ لأنها هي المسمى الصحيح لما عرف بكهرباء زائدة في الدماغ، وهذه الحالات تعالج - بفضل الله تعالى - بكل سهولة، ولكن يجب أن لا يكون هنالك أي نوع من التهاون في ذلك.

بالنسبة للأحداث التي حدثت من سقوط الطفلة على الأرض وتعثرها بحجر، ولامست مؤخرة رأسها الأرض، وبعد ذلك حدث لها تشنج، ومن ثم حدث نفس التشنج في الحالة الأولى، لا أعتقد أن هذه الأحداث هي التي كانت السبب في حدوث التشنج، ولكن ربما تكون هذه الطفلة في الأصل لها القابلية والاستعداد لحدوث هذا التذبذب وزيادة في كهرباء الدماغ، ومن ثم أتت هذه الأحداث كنوع من المثيرات كما نسميها، وعليه حدثت لها هذه التشنجات، وبما أنه يوجد تاريخ للتشنج لدى بعض أفراد الأسرة؛ فهنا لا نستطيع أن نتجاهل العوامل الوراثية؛ لأن الاستعداد لحدوث التشنجات أو لمرض الصرع يلعب فيها التاريخ الأسري دوراً كبيراً.

أرجو - أيتها الفاضلة الكريمة - ألا تنزعجي مطلقاً، والذي أرجوه منك هو أن تبدئي بإعطاء الطفلة الدواء مباشرة، ويجب أن يكون ذلك تحت الإشراف الطبي، ويجب أن تحسب الجرعة حساباً دقيقاً، وذلك حسب وزن الطفلة، والأطباء على إدراك تام بهذه الكيفيات لإعطاء الأدوية.

بالنسبة لفتحة الجمجمة أرجو ألا تنزعجي لها، ولكنها بالطبع أيضاً تتطلب المراقبة من قبل الطبيب، وهي تطور طبيعي في حياة بعض الأطفال في هذه المرحلة، أرجو أن تبدئي في العلاج فوراً، وفترة العلاج لا تطول في مثل هذه الحالات، فهي لمدة سنتين تقريباً، والبعض يرى أنها تمتد لثلاث سنوات، وعموماً فالأدوية الموجودة الآن كلها سليمة، والتعجيل في بداية العلاج والالتزام به سوف يقلل كثيراً من فرص حدوث أي تشنجات، وهذا - إن شاء الله تعالى - يعطي لهذه الطفلة فرصة الشفاء، ويجب أن نكون حريصين؛ لأن دماغها في مرحلة التطور، ولابد أن يكون في حالة استقرار، خاصة فيما يخص هذه الإفرازات الكهربائية.

أسأل الله تعالى لها العافية الشفاء، وأشكرك كثيراً على التواصل مع استشارات (إسلام ويب).


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً