الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإحباط بسبب تلف وسيلة العمل

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا عاطل عن العمل منذ 3 سنوات، مشكلتي بدأت عند نجاحي من الثانوية وانتقالنا من منطقة أحبها كثيراً إلى منطقة فيها آبائي وأجدادي وأنا لا أحبها، كنت مرتاحاً نفسياً، وكنت كثير المزاح والضحك، وكانت لديّ سيارة، وعند انتقالنا صار لي حادث، وبعناها قطع غيار، والآن لا توجد لديّ سيارة، وقد تغيرت نفسيتي كثيراً، حتى أصدقائي وأقاربي قالوا: إني تغيرت 180 درجة للأسوأ، حتى أني الآن أحس بأني ثقيل دم على من معي، فما هو السبب؟ وما هو الحل؟

من سيرد عليّ أسأل الله أن يوفقه وييسر له كل أمور الدنيا، ولا يعسر عليه أي شيء، ويجعل حياته تساهيل، ويوسع في حياته الدنيا والآخرة، وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فهذا التغير الذي حدث لك نسميه عدم القدرة على التكيف، أو عدم القدرة على التواؤم، وهو شعور بالإحباط، يأتي للإنسان حين تتبدل أحواله من حال إلى حال، أو يذهب من مكان إلى آخر، فبعض الناس لديهم شيء من الهشاشة النفسية التي تجعلهم لا يتواءمون مع محيطهم الجديد بسرعة.

أخي الفاضل! أنا لا أرى أن لديك مشكلة حقيقية، الأسباب التي ذكرتها من انتقال لمكان آخر، وهذا المكان يجب أن يكون محببا لك؛ لأنه في المنطقة التي كان فيها آباؤك وأجدادك فهو الأصل، وأنت لا تعمل، وهذه مشكلة كبيرة، أنا من رأيي أن البحث عن العمل، ووجود وظيفة، سيكون حلاً جذريا لمشكلتك؛ لأن العمل يشعر الإنسان بقيمته، ويجعل الإنسان يحس بعزته، ويحس بمساهماته الإيجابية نحو نفسه ونحو الآخرين.

فيا أخي! أنا أرى أن أفضل وسيلة بالنسبة لك هي التأهيل النفسي من خلال العمل، والعمل سوف يعرفك على أناس كثيرين، وسوف تطور من مهاراتك، وسوف تضمن - إن شاء الله - أنه سوف يكون لك دخل تستطيع من خلاله أن تشتري سيارة مرة أخرى، أنا لا أريدك أن تطالب أهلك بأن يوفروا لك سيارة أبداً، اعمل، وبكدك وجهدك وما تحصل عليه، قم بشراء السيارة.

أيها الفاضل الكريم: أنت لست بحاجة إلى العلاج الدوائي أبداً، أنت بحاجة إلى أن تتعايش مع الواقع، وأن تبحث عن عمل، وأن تعرف أنك في سن وعمر يجب أن لا تضيعه، عمرك هذا هو قمة الطاقات النفسية، وقمة الطاقات الجسدية، فيجب أن تكون هنالك فعالية حقيقية في حياتك، أنصحك أيضاً أن تنخرط في أنشطة اجتماعية في المنطقة التي تعيش فيها، اذهب مع الشباب الصالحين، اتخذ منهم قدوة، أدّ صلاتك في وقتها في المسجد، مارس الرياضة، إذا كانت هنالك أندية شبابية في المنطقة فلا بأس أبداً أن تذهب إليها من وقت لآخر، وهكذا، اجعل لحياتك قيمة، غيّر نمط حياتك، وأعتقد أن هذا سوف يزيل حالة الإحباط البسيط الذي تعاني منه.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً