الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أسباب ارتفاع وانخفاض نسبة الحاجة إلى الغسيل وكيفيات إجرائه

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشكركم على هذا الموقع الرائع، وأبدأ برجاء أن تدعوا لوالدتي بالشفاء العاجل، وأن يمتعها الله بالصحة والعافية، والبركة في العمر.

والدتي تُعاني من مرض الكلى، وهو قصور في الكلية، وحجم الكلية عندها تضاءل بسبب شيء اسمه ضمور، ونسبة الكرياتنين ارتفعت هذه الأيام إلى (13.5)، وأخشى عليها أن تصل لمرحلة الغسيل الكلوي، فقبل ثلاث سنوات ذهبت لتركيب وصلة في اليد لتغسل عن طريقها، ولكن فشلت مرتين، ولا أعرف لماذا، هل هو عيب في الأوردة؟ أم ماذا؟ ولكن بعدما فشلت استقرت الحالة لمدة ثلاث سنوات وأكثر إلى الآن، ولكن عادت النسبة لترتفع من 5 إلى 8 إلى 13.5 في الوقت الحالي خلال السنوات الماضية، والآن أيضاً هي ستذهب لعمل نفس الوصلة لكن بالذراع الأخر، وسؤالي هنا: لماذا فشلت العملية الأولى؟ وهل من الممكن أن يكون المريض لا يستطيع عمل هذا الوصلة لعيب ما في الأوردة؟ وما الحل؟ وهل هناك نظام غذائي مفيد لها طول الأسبوع يحافظ على استقرار الحالة؟ وهل من الممكن بعد أن وصلت لهذه المرحلة أن تستقر الحالة مرة أخرى لعدة سنوات ونتفادى الغسيل؟
الرجاء الرد باستفاضة على هذا الموضوع، وأعطوني نصائح كاملة عما سألت عنه وعما لم أسأل عنه، وأرجو من الله سبحانه وتعالى أن يشفي أمي وجميع مرضى المسلمين، وبارك الله في الموقع الكريم، ولكم جزيل الشكر، الرجاء الرد بأسرع وقت ممكن.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله تبارك وتعالى بمنه وكرمه أن يمن على والدتك بالشفاء العاجل، والحمد لله على ما قضى.

عادةً ما يقرر الأطباء أن المريض بحاجة إلى غسيل الكلية إن وصلت نسبة الكرياتينين إلى أكثر من 10 ملغ، وأنت تقول: إنها (13.5) وإن الكلى ضامرة، وهذا يعني أن قصور الكلية عندها مزمن، وهي تحتاج للغسيل، ففي بعض الحالات ترتفع النسبة بشكل حاد بسبب تأذي الكلى بمرض من الأمراض العابرة، أو من الأدوية، أو من الجفاف، ثم تعود النسبة إلى ما كانت عليه قبل هذا التأذي العابر للكلية، وهذا ما حصل عند الوالدة، فقد حصل تدهور في وظائف الكلية، واستقر الوضع لعدة سنوات، إلا أنه مؤخراً قد حصل تراجع مرة أخرى، وعلى الأطباء أن يحسبوا حساب الحاجة للغسيل.

وفي الحالات السريعة فإنه يوضع ما يسمى Venous catheter، وهي وسيلة سريعة لعمل غسيل للدم بشكلٍ سريع، وأما بالنسبة للحالات المزمنة فيجب أن يتم عمل ما يسمى Arteriovenous fistula، وهنا يقوم الجراح بعمل فتحة بين الشريان والوريد لكي تمر كمية كبيرة من الدم إلى الوريد، وربما هذا ما تم عمله للوالدة، إلا أنه قد تفشل إذا كانت الأوردة صغيرة ولا تتضخم الأوردة بشكل كاف، وهنا يلجأ الأطباء إلى ما يسمى Arteriovenous graft، وفيها يضع الجراح أنبوباً اصطناعياً بين الشريان والوريد.

أما في الوضع الحالي فعليها مراقبة الضغط؛ حيث يجب أن يكون طبيعياً، ومراقبة الغذاء حسب تعليمات أخصائي التغذية، وبالنسبة لكمية البروتينات فحسب وزنها.

وأما بالنسبة لوضعها فإن كانت الزيادة في الكرياتينين بسبب عابر فقد تعود النسبة إلى وضعها السابق، أما إن كانت النسبة قد ارتفعت تدريجياً خلال أشهر عدة ولم ترجع إلى ما كانت عليه؛ فعلى الأكثر أن هذا الارتفاع دليل على تراجع وظائف الكلية، وفي هذه الحالة فهناك حاجة للغسيل، وهناك أناس كثيرون يعيشون سنوات طويلة على الغسيل، وبعضهم يعودون لحياتهم الطبيعية بعد زرع الكلية.

ونسأل الله تعالى أن يشفي الوالدة شفاءً لا يغادر سقماً، إنه ولي ذلك والقادر عليه، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • احمد صلاح

    شكرا للرد الله يباركك

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً