الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مدى خطورة تناول السبراليكس لفترة أطول * كيفية تناول الفاليوم

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الدكتور محمد عبد العليم! أشكرك على مجهودك الرائع، فجزاك الله ألف خير، ولدي بعض الأسئلة، والتي أتمنى أن يتسع صدرك لها:

سؤالي الأول: أنا أتناول السيبراليكس 15 ملغ، وأبلغني الدكتور برفعها إلى 20 بعد أسبوع، وتعرضت لانتكاسة من قبل، وأبلغني الدكتور بأن الفترة العلاجية الحالية ستكون أطول من قبل، لكن سمعت أن الإنسان الذي يتناول دواءً نفسياً لفترةٍ طويلة -حتى ولو كانت بجرعات سليمة- يُصاب بمتلازمة السيرتونين، فهل هذا الكلام صحيح؟ وهل فترة سنتين أو ثلاث سنوات كبيرة؟ وهل تناوله لفترةٍ طويلة قد يضر بالكلى أو الكبد أو القلب أو أعضاء الجسم الحيوية؟

وسؤالي الأخير: بجانب السيبراليكس أتناول الفاليوم بجرعة 2.5 ملغ، بعد كسر حبة الـ5 ملغ إلى نصفين، ولا تتوفر في الصيدليات حالياً جرعة 2.5، وأريد أن أوقفه، فهل أكسر جرعة الـ2.5؟ وما هي الطريقة والمدة؟

أتمنى لكم ولكل المسلمين دوام الصحة والعافية، وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فبداية أشكرك على ثقتك في إسلام ويب، وفي شخصي الضعيف، أما عن السبراليكس كما هو مشهود له بأنه دواء فعال وسليم جداً، وجرعة الـ20مليجرام التي نصحك بها الطبيب هي الجرعة العلاجية المتفق عليها الآن، وكما تعرف فإن الخطوات العلاجية بالنسبة للدواء تقسّم إلى جرعة البداية، والجرعة العلاجية، وجرعة الاستمرارية، وجرعة التوقف والتدرج، فأنا أطمئنك تماماً أن جرعة الـ20مليجراماً هي الجرعة الفاعلة، وبعض الناس الآن يتناولون 30 مليجراماً في اليوم، ولكن لا أعتقد أنك في حاجة إلى ذلك.
ما قاله لك الطبيب بخصوص تعرضك للانتكاسة بأنه لابد أن تكون فترة العلاج أطول، أرجو -أخي الكريم- أن لا يكون الكلام مزعجاً أو محبطاً بالنسبة لك؛ فإنه إذا حدثت انتكاسة فمن المنطق أن تُعالج هذه الانتكاسة، وقد اتفق أهل الاختصاص بأن الانتكاسة إذا حصلت فيجب أن تكون مدة العلاج مضاعفة، بمعنى أنه إذا كانت الفترة الأولى للعلاج 6 أشهر أو سنة، فيجب أن تكون الفترة الثانية سنة أو أكثر من ذلك، ويعرف تماماً أن الجرع الوقائية هي أقل كثيراً من الجرع العلاجية، فليس هنالك من ضرر مطلقاً إذا استمر الإنسان على الجرعة الوقائية، حتى ولو كانت لفترةٍ أطول، وأعطيك مثالاً بسيطاً عن نوبة الاكتئاب الأولى: فمعظم المرضى يحتاجون لمدة علاج لا تقل عن 6أشهر، بشرط أن يكون هنالك التزام قاطع من جانب المريض بأن يأخذ الجرعة في وقتها وبالصورة التي وصفت بها، ولكن يعرف أن 40% من الناس الذين يعانون من هذا المرض سوف تأتيهم انتكاسة، وهؤلاء سوف يحتاجون لتناول الدواء مرة أخرى، ولابد أن تكون مدة العلاج أطول، وهذا أمر منطقي جداً، وأعتقد أن معظم الناس يتقبلون ذلك بكل سعادة وترحاب، وأنا أعرف من يتناول بعض مضادات الاكتئاب لسنوات وسنوات دون أي مشكلة، وهم ليسوا من المدمنين على هذه الأدوية أبدا.

أما بخصوص أن الذي يتناول الدواء لفترة طويلة يصاب بمتلازمة السيرتونين، فهذا الكلام غير صحيح، فمتلازمة السيرتونن ليست مرتبطة بمدة الدواء، إنما هي مرتبطة بجرعة الدواء وهذا مهمٌ جداً، فالذي يتخطى الجرعة أو يتناول أكثر من دواء ينشّط إفراز السيرتونين في نفس الوقت، هذا هو الذي قد يتعرض إلى متلازمة السيرتونن، لكن ما دامت الجرعة الصحيحة ولا يوجد تداخل مع أدوية أخرى تنشّط السيرتونن، فإن هذه المتلازمة لن تحدث مطلقاً -بإذن الله تعالى- مهما طالت مدة العلاج.

بالنسبة لاستفسارك الآخر: هل تناول الدواء لسنتين أو ثلاث سوف يضر الأجهزة الرئيسية في الجسم؟ هذا أيضاً ليس بصحيح أيها الأخ الفاضل، وأنا أقول لك أنه لدي الكثير من مرضى القلب -أسأل الله لهم الشفاء- يتناولون هذا الدواء وأدوية مماثلة دون أي مشكلة ولسنوات وسنوات، والشيء الوحيد والمطلوب أن الإنسان من المفترض، ومن الأفضل في كل 6 أشهر أن يقابل طبيب الأسرة، ويقوم بإجراء فحوصات عامة أساسية، كفحص مستوى الدم، ومستوى السكر، وقياس الضغط، ووظائف الكبد، ووظائف الكلى، وهذه فحوصات بسيطة جداً، وهذا هو المطلوب، أما بالنسبة للدواء فأنا أؤكد لك سلامته وعدم تأثيره أبداً على هذه الأعضاء الحيوية.

أما عن سؤالك حول تناول الفاليوم، فلا شك أن الفاليوم دواء مفيد لتحسين النوم وإزالة القلق، ولكن يعاب عليه أنه قد يؤدي إلى التعود والإدمان، والجرعة التي تتناولها أنت الآن هي جرعة صغيرة، وحقيقة أعجبني كثيراً تطلعك لأن تتوقف تماماً عن تناول هذا الدواء، وهنالك طرق ووسائل كثيرة:

أولاً: يمكنك أن تتناول 2,5 مليجرام يوماً بعد يوم لمدة شهر مثلاً، بعد ذلك تناول 2,5 مليجرام مرةً واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء، وإذا أردت أن تقسم الـ5 مليجرام إلى 4 أجزاء، وتتناول ربع حبة يومياً لمدة شهر مثلاً فلا بأس في ذلك، وبعد ذلك تناول الربع يوماً بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم بعد ذلك يمكنك أن تتوقف عن تناول الدواء، وفي فترة التوقف هذه أنصحك بالتركيز على الرياضة؛ لأن الرياضة تؤدي إلى توازنات كيميائية داخلية تحسن من نوم الإنسان وتزيل القلق، مما يجعله ليس في حاجة ماسة لهذا الدواء أو الأدوية المشابهة، وهنالك بعض الناس ننصحهم بتناول أدوية بديلة إذا صعبت عليهم الآثار الانسحابية التي قد تحدث من هذه الأدوية، مثل عقار أتراكس بجرعة 10مليجرامات، فإنه يحسن النوم ويقلل من الآثار الانسحابية الناتجة من الفاليوم؛ بشرط أن لا يستمر الإنسان على الأتراكس أكثر من 3 أشهر.

هذا هو الذي أود أن أوضحه، وأشكرك كثيراً أخي الكريم على تواصلك مع هذا الموقع، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً