الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إرشادات طبية حول استخدام (البروزاك) لعلاج نوبات الهلع أثناء الحمل.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

قبل ثلاثة أسابيع، وفي وسط امتحاني بدأت معي حالة هلع وخوف، وتطورت إلى قولون عصبي، وإلى الآن أعاني جداً منها، ومع الاضطلاع اكتشفت أن العامل النفسي مؤثر جداً، وحالتي تزيد عندما أتخيل الوضع الذي مررت به وسط الامتحان، وتعود لي الأعراض، من خفقان، وإسهال، وقيء، وتعرق، أجريت فحوصات وتحاليل وكلها طبيعية - الحمد لله - فهل أستطيع تناول البروزاك؟

مع العلم أني أسعى للحمل، وهل له تأثير على الجنين؟ وما هي الجرعة التي أبدأ بها؟

أرجو الرد عاجلاً؛ لأني في حالة لا يعلم بها إلا الله من آلام وتوتر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ من المدينة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هذه نوبة من نوبات القلق الحاد، والذي يسمى باضطراب الفزع أو الهلع، أتفق معك أنه مخيف بعض الشيء، ولكنه بالطبع ليس بالخطير أبداً، والأعراض الجسدية المصاحبة، كأعراض القولون العصبي، هي أحد المشتقات والتوابع التي قد تحدث مع هذه النوبات.

أيتها الفاضلة الكريمة! من الضروري جدّاً أن تتفهمي أن هذه الحالة بسيطة، ولا تسبب أي خطورة، وليس لها أي علاقة بأي مرض عضوي أو حتى بمرض نفسي أساسي، هو تفاعل قلقي ظرفي حدث لك نسبة لضغط الامتحانات.

الذي أريده منك هو أن تتدربي جيداً على تمرين التنفس التدريجي، والذي يسمى بتمارين الاسترخاء، اجلسي في مكان هادئ وأغمضي عينيك، فكري في حدث سعيد، وخذي بعد ذلك نفساً عميقاً وبطيئاً، واجعلي صدرك يمتلأ بالهواء، ثم اقبضي على الهواء في صدرك، ثم بعد ذلك انتقلي إلى مرحلة الزفير بإخراج الهواء بكل قوة وشدة عن طريق الفم.

هذا التمرين كرريه خمس مرات متتالية في كل جلسة، بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء لمدة أسبوعين أو ثلاثة، ثم مرة واحدة في اليوم، ويفضل مساءً لمدة أسبوعين أو ثلاثة أيضاً.

هذه التمارين تفيدك كثيراً، بجانب ما نسميه بالتعريف المعرفي، والذي ذكرناه لك، أي أن الحالة حالة قلقية وليس أكثر من ذلك، وبالتذكر بأن الحالة ليست خطيرة مهما كانت مزعجة يحدث - إن شاء الله - التغيير المعرفي الإيجابي، وتبدأ الحالة في التحسن إن شاء الله تعالى.

عليك أيضاً بالتفكير الإيجابي، فأنت - الحمد لله - لك بيت، وزوج، وطالبة، ويظهر أن حياتك فيها الكثير من النجاحات، والكثير من الإنجازات، فليس هنالك حقيقة ما يجعلك أبداً تبني أي مشاعر سلبية حيال ذاتك.

بالنسبة للعلاج الدوائي، فأرى أنه جيد ومفيد، والبروزاك من الأدوية التي لا بأس بها، وهو جيد، ويتميز حقيقة بأنه سليم أثناء الحمل.

ولكن الدواء الأفضل هو السبرالكس، والسبرالكس يعرف عنه أنه يجهض هذه النوبات بصورة أفضل وبصورة أسرع إذا كان لديك مشروع حمل - بإذن الله تعالى - وكما ذكرت ابدئي في تناول البروزاك بجرعة كبسولة واحدة في اليوم، يفضل تناولها بعد الأكل، وبعد أسبوعين ارفعي الجرعة إلى كبسولتين، استمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضيها إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة شهرين أو ثلاثة.

أنا ذكرت لك أن البروزاك سليم في أثناء الحمل حسب الأبحاث، ولكن بالطبع الفترة الأولى في الحمل - وهي مائة وعشرون يوماً الأولى – لا يفضل كثيراً تناول الأدوية فيها، ولكن ما دامت هناك ضرورة فلا بأس في ذلك بشرط أن تكون هنالك متابعة لصيقة مع طبيبة النساء والتوليد.

أما إذا كان خيارك هو السبرالكس، وتريدين أن تؤخري الحمل بعض الشيء، فجرعة السبرالكس التي تبدئين بها هي عشرة مليجرام، استمري عليها يومياً بعد الأكل لمدة شهر، ثم بعد ذلك ارفعي الجرعة إلى عشرين مليجراماً يومياً لمدة شهرين، ثم خفضيها إلى عشرة مليجرام يومياً لمدة ثلاثة أشهر، ثم إلى خمسة مليجرام – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام – استمري على هذه الجرعة الصغيرة لمدة أسبوعين، ثم يمكن أن تتوقفي عن تناول الدواء.

هنالك أيضاً من يُعطي عقاراً يسمى تجارياً باسم (إندرال Iinderal)، ويعرف علمياً باسم (بروبرانلول Propranlol)؛ لأنه يقلل من الخفقان، وهنالك أيضاً من يعطي عقاراً يسمى تجارياً باسم (زانكس Xanax)، ويسمى علمياً باسم (البرازولام Alprazolam)، لفترة قصيرة، هو جيد، ولكنه إدماني، وهنالك دواء آخر يعرف تجارياً باسم (فلوناكسول Flunaxol)، ويعرف علمياً باسم (فلوبنتكسول Flupenthixol)، يُعطى أيضاً في مثل هذه الحالات، ولكن ما وصفته لك هو الأفضل وهو الأسلم، وهو الذي - إن شاء الله - سوف يؤدي إلى نتائج إيجابية جدّاً.

أسأل الله لك العافية والشفاء، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً