الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المزاج الاكتئابي وما يتولد عنه من مخاوف قلقية من قرب الأجل ودنو الموت

السؤال

أعاني من وسواس قهري منذ أكثر من أسبوع، فدائماً ما يأتيني وسواس بأني سوف أموت أو أحداً من أفراد عائلتي، وذلك حدث بعد أن مرضت بفقدان الشهية بسبب الاكتئاب، ودائماً عندي وسواس بأن عمري ليس طويلاً في هذه الدنيا، مما أثر على حالتي النفسية، وأخشى أن الموضوع قد يتمادى.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مجهول حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

إن هذا النوع من الأفكار بُنيت على مزاج اكتئابي، وأنت -كما تفضلتِ- قبل هذه الوساوس كان لديك اكتئاب نفسي، ويعرف أن الاكتئاب في كثير من الأحيان يتولّد عنه وساوس متسلطة، وفي نفس الوقت يكون هنالك فكر تشاؤمي يقتحم عقل الإنسان ويؤدي إلى مزيد من القلق والوساوس، والمزيد من الاكتئاب.

لا شك أيتها الفاضلة الكريمة أن هذه الوساوس لا أساس لها أبداً من الصحة، والأعمار بيد الله، وعليك أن تكثري من الاستغفار، وتسألي الله تعالى أن يبارك لك في أيامك، وأن تقولي مع نفسك وبقوة وتركيز أن هذا فكر وسواسي شيطاني ليس له أي أساس من الصحة، وأنت في حفظ الله وفي حرز الله، وعليك دائماً أن تلتزمي بأذكار الصباح والمساء، ففيها الكثير من الطمأنينة في مثل هذه الأمور، وعليك أيضاً بالدعاء كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في دعائه: (اللهم اجعل الحياة زيادة لي في كل خير، والموت راحة لي من كل شر)، (اللهم أسألك عيشة هنية، وميتة سوية، ومرداً غير مخزٍ ولا فاضح)، وأيضاً: (اللهم أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي).

أنت أيضاً في حاجة لعلاج دوائي، والأدوية المضادة للوساوس تعتبر مطلوبة جدّاً في مثل حالتك، وهذه الأدوية بفضل الله تعالى هي أصلاً مزيلة للاكتئاب، ومحسنة للمزاج.

الدواء الذي أفضل وصفه في مثل هذه الحالة يعرف تجارياً باسم (بروزاك Prozac)، ويسمى في مصر باسم تجاري أيضاً وهو (فلوزاك Flozac)، وله مسميات أخرى، واسمه العلمي هو (فلوكستين Fluoxetine).

أرجو أن تبدئي في تناوله بجرعة كبسولة واحدة في اليوم، يفضل تناوله بعد الأكل، ويمكن تناوله صباحاً، وبعد شهر ارفعي الجرعة إلى كبسولتين في اليوم، وتستمرين على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر، بعد ذلك خفضي الجرعة إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

أرجو أن تطمئني تماماً أن هذا الدواء من الأدوية السليمة والفعالة جدّاً، وغير إدمانية، وليس له أي تأثير على الهرمونات الأنثوية.

بجانب العلاج الدوائي وكما ذكرت لك: لابد أن يكون هنالك نوع من الحوار وعدم قبول هذه الأفكار، وتجاهلها وطردها، وأرجو أن تعيشي حياتك بفعالية، وأن تشغلي وقتك فيما هو مفيد، فهذا أمر ضروري، وأنت - الحمد لله - طالبة، ولا شك أن متطلبات الدراسة سوف تأخذ الكثير من وقتك حتى تكوني من المتميزات والمتفوقات بإذن الله تعالى.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكر لك التواصل مع استشارات إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية مريضة بالوسواس

    بارك الله في يدا خطت هذه الدرر ..كلام رائع جدا وبما اني مريضه بالوسواس استفدت كثير جدا واسال الله العظيم ان يشفيني ويشفي جميع المرضى من هذا الوسواس ..

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً