الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الحسد .. خطورته وكيفية القضاء عليه

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا أعاني في الأيام الأخيرة من الشعور بالحقد على بعض الأصدقاء، والحزن لفرحهم، والفرح لحزنهم، والحسد، علماً بأن حالي أفضل منهم بكثير، وعندما كنت أقل منهم مستوى وحالاً كنت لا أحقد عليهم، وكنت دائماً أدعو لهم، وعندما أصبحت أفضل منهم بدأت أحقد عليهم، فكيف أطهّر قلبي من الحسد والحقد؟ انصحوني بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن الحسد مرض يضر الحاسد قبل أن يصل إلى المحسود؛ ولذلك قال معاوية رضي الله عنه: (ما رأيت في خصال الشر أعدل من الحسد يقتل الحاسد قبل أن يصيب المحسود)، وقال شريح لمن قال له إني أحسدك، قال له: (ما نفعك الله بذلك، ولا ضرني)

ولقد أحسن من قال:
اصبر على مضض الحسود فــــــإن صـــــبرك قاتلــــه
فالنـــــار تأكــــل بعضـــهـا إن لم تجد ما تأكله
والحسد هو أول ذنب عصي الله به في السماء، حين حسد إبليسُ آدمَ عليه السلام على إكرام الله له، وهو أول ذنب عصي الله به في الأرض، حين حسد أحد ابني آدم أخاه، وهو صفة اليهود، وبسببه حرم كثير من أهل الشرك الهداية، ولسوء الحسد أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يتعوذ من شر الحاسد إذا حسد، فهل ترضى لنفسك هذه الخصلة؟ وهل يرضيك أن تتصف بصفة من ذكرنا؟

نحن بلا شك لا نرضى لأمثالك مثل هذه الخصال، وقد أسعدنا شعورك بالخطر، وأفرحنا هذا التواصل مع موقعك طلباً للمساعدة والعلاج، وهذا بلا شك دليل على وجود بذرة الخير فيك، فاحرص على مطاردة الخواطر السيئة، واستعن بالله في تخليص هذا القلب من الأمراض، واعلم أنه موطن نظر الله، وأن في صلاحه صلاح للبدن، وفلاح للإنسان في الدنيا والآخرة.

لا يخفى على أمثالك أن حب الدنيا هو رأس كل خطيئة، وقد يحسد الفقير لأنه يرى أن الناس أفضل منه، فيسيء الأدب مع الله، ويعترض على قضائه وقدره وقسمته بين عباده، وقد يحسد الغني خوفاً من أن ينافسه الناس وينالوا من الدنيا ما نال، وقد يحسد أيضاً لأنه يريد أن يعلو وحده ويرتفع، وقد يكون الدافع للحسد خبث النفس، لدرجة أنه يوجد من يحسد أحب الناس إليه، بل يوجد من يحسد نفسه، فيكره أن تنال من الخير.

أما بالنسبة للعلاج فنحسب أنك بدأت السير في الطريق الصحيح؛ لأنك شعرت بالخطر، ونحن ننصحك بما يلي:

1- اللجوء إلى الله تعالى ليخلصك من هذا المرض.
2- إدراك حقارة الدنيا.
3- تذكر عاقبة الحسد.
4- الإيمان بالقضاء والقدر.
5- النظر إلى النعم الخاصة بك، وليس مما عند الناس.
6- الاستمرار في الدعاء لإخوانك.
7- كثرة الإهداء لهم.
8- الإكثار من الاستغفار.
9- تقوى الله في السر والعلن.

إذا لم يعالج الإنسان الحسد فإنه يتحول إلى حقد، والمسلم يحرص دائماً على إخفاء هذه الأمراض، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر محمود النجار

    نفعنا الله وإياكم وجعله فى ميزان حسناتكم ورزقنا الله وإياكم حب الخير للعالمين والابتعاد عن الحقد والحسد والبغضاء والكؤاهية

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً