الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فرط الحركة الزائد عند الطفل

السؤال

طفلتي عمرها ست سنوات، مشكلتها أنها عنيدة ولا تسمع الكلام أبداً، رغم أنها ذكية واجتماعية، ولكنها كثيرة الحركة وتحب اللعب كثيراً، وعندما أطلب منها الدراسة والتوقف عن اللعب لا تسمع الكلام أو حتى ترتيب أغراضها، لا تعير كلامي أي أهمية، أفقد أعصابي، وألجأ إلى الضرب، وأشعر بالاكتئاب عندما أضربها، وأصبحت علاقتي بها غير جيدة.

علماً بأننا نعيش في بريطانيا، فأريد وسيلة للتعامل معها، وطريقة لإعادة العلاقة الطيبة بينا، وأود أن أعرف أفضل الوسائل لتحفيظها القرآن، ولكم مني جزيل الشكر والامتنان.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ أمينة علي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإذا كانت الطفلة كثيرة الحركة للدرجة المزعجة فهذا ربما يكون مؤشراً على أنها تعاني من علة فرط الحركة الزائد، وهذه العلة يعرف أنها تؤدي إلى ضعف التركيز لدى الطفل، وكذلك عناده وعدم انصياعه للتوجيه، وزيادة انفعالاته وتمرده، فإذا كانت الحركة فعلاً بالكثرة المزعجة، فهنا يجب أن تذهبي بها إلى طبيب الأطفال المختص في أمراض الأعصاب أو المختص في الصحة النفسية للأطفال، وهنالك علاجات سلوكية وأدوية تعطى للتقليل من فرط الحركة.

أما إذا كانت حركة بسيطة وأنت قلَّ لديك درجة الصبر والتحمل، ففي هذه الحالة نقول لك: عليك أن تصبري على الطفلة، وأن تلجئي إلى أسلوب التجاهل والتحفيز والتشجيع.

التجاهل بمعنى أن تصبري على عنادها وعلى اندفاعاتها وانفعالاتها، ولا تتفاعلي معها في نفس اللحظة، وبالتجاهل وشيء من التوجيه المعقول دون إبداء الغضب والانفعالية من جانبك، هذا إن شاء الله يقلص كثيراً من العناد والانفعالات الزائدة.

الخط العلاج الثاني هو اللجوء إلى التشجيع والتحفيز، وطريقة النجوم المحفزة ستكون فعالة جدّاً في هذه الطفلة حفظها الله.. هذه الطريقة مفهومة للأمهات، ومن أجل تطبيقها: قومي بشرح الفكرة للطفلة في أنها سوف تكتسب نجوماً متى ما قامت بفعل إيجابي، وسوف تفقد هذه النجوم إذا كان فعلها سلبياً وبه عناد، ويجب أن تعرف أنه في نهاية الأسبوع سوف تستبدل ما تكسبه من نجوم بهدية مفضلة لديها، ويجب أن يُربط بين عدد النجوم وسعر الهدية التي سوف تعطى لها.

فمتى ما دام اكتسابها للنجوم سوف تتحصل على شيء قيم، ومتى ما كان اكتسابها قليلاً فربما لا تتحصل على شيء أو شيء ليس مفضلاً كثيراً لديها، فقومي بتثبيت لوحة بالقرب من سريرها، وطبقي طريقة الاكتساب والفقد هذه، ويعرف أن نتائجها رائعة، ولكنها تتطلب الصبر.

ثالثاً: ربما يكون من الصعب أن تتاح للطفلة الفرصة للاختلاط والتفاعل مع أطفال آخرين، ولكن بقدر ما هو مستطاع اسعي نحو ذلك.

رابعاً: لا شك أن الضرب منهج خاطئ وغير مقبول، وأنا دائماً أقول أن الأمهات اللائي يلجأن إلى الضرب ربما يكنَّ قد أُصبن بعلة نفسية أفقدتهنَّ الصبر والاكتئاب النفسي، هو أحد الأشياء التي قد تدفع الأم لضرب ابنتها.

أنا لا أقول أنك مكتئبة، ولكن حاولي أن تراقبي نفسك، وإذا كان هناك عسر حقيقي في مزاجك خاصة قبل الدورة الشهرية فيجب أن تذهبي إلى طبيب الأسرة من أجل إعطائك بعض مضادات الاكتئاب.

خامساً: أن تنظمي للطفلة وقتها بقدر المستطاع، فحين تأتي من المدرسة مثلاً أعطيها شيئاً محببا لها، لا أعني شيئاً مادياً، إنما أمر معنوي، كأن تتركيها تجلس للتليفزيون مثلاً أو مع أحد ألعابها لفترة قصيرة، وبعد ذلك تتناول طعامها، ثم بعد ذلك تبدأ في الدراسة مثلاً، وهذا إن شاء الله يجعلها تكون أكثر قبولاً لمبدأ توزيع الوقت بصورة جيدة، وبعد أن تنتهي من دراستها يجب أن تحفز أيضاً بأن تتاح لها فرصة الوقت الحر الذي تلعب فيه.. حاولي أن تشركيها في أعمال البيت البسيطة، هذا أيضاً يشعرها بأهميتها وأنها غير مهمشة، وهذا شيء مفيد.

تحفيظ القرآن، أعتقد إذا بدأتم بحلقة للقرآن في داخل المنزل مثلاً أنت وزوجك، وإذا كان هنالك أي فرد آخر من الأهل، وتدارس القرآن فيما بينكم، وبعد ذلك حاولوا أن تجذبوا الطفلة نحو قراءة القرآن، وعليك أيضاً الاستفادة من البرامج التليفزيونية الجيدة كقناة (اقرأ) فهي قناة تقدم برامج ممتازة يسعى من خلالها المشايخ التحفيظ وتجويد القرآن بالنسبة للصغار.

فهذه هي الأسس الرئيسية التعامل مع هذه الطفلة، وهذه المراحل دائماً تكون مراحل عارضة تنتهي مع تقدم العمر، فقط أود أن ألفت النظر إلى موضوع كثرة الحركة، هذا أمر لا يمكن علاجه إلا دوائياً إذا كانت الطفلة تعاني من فرط الحركة الزائد، وختاماً نشكرك على تواصلك مع استشارات إسلام ويب.
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً