الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما علاج الاكتئاب والشعور بالوحدة؟

السؤال

السلام عليكم.

كنت أود أن أقول عن الحالات النفسية، وكيفية علاجها، والحقيقة عانيت جداً في تلك الفترة من بعض الاضطرابات النفسية، مثل: أني لا أقدر على البلع جيداً، وأفكر في كيفية البلع، حتى أني من كثرة التفكير أتعرض لهزة شديدة، فيوجعني رأسي من تلك الهزة، وتزداد ضربات قلبي، وذلك عندما أضع شيئاً بفمي.

هذا غير الاكتئاب والشعور بالوحدة، وللعلم أنا أواظب على الصلوات، ولكني أتمنى منكم الرد.

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هذه الحالة بسيطة جدًّا، وهي ناتجة من قلق نفسي بسيط يحدث لليافعين، ومن هم في عمرك، وهذا النوع من القلق النفسي كثيراً ما يكون مرتبطاً بهذه المرحلة العمرية.

بما أنه تتزايد لديك ضربات القلب، فقد يكون لديك أيضاً بداية ما نسميه بنوبات الهرع، وهي نوع من القلق النفسي المفاجئ، يؤدي إلى انقباضات عضلية، وهذه الانقباضات قد ينتج عنها أيضاً سرعة في ضربات القلب، وبالنسبة للغصة أو الشعور بصعوبة البلع أو عدمه، فهي ناتجة عن انقباضات وتقلصات في عضلات المريء، وهذه ليست ناتجة عن مرض عضوي أبداً، وإنما هي ناتجة من القلق.

أيتها -الفاضلة الكريمة- إذا كانت هنالك أي أمور تقلقك، فحاولي أن تصلي إلى نوع من المعالجات لهذه، ولا تفكري كثيراً فيما هو سلبي، فأنت الحمد لله صغيرة في السن، والمستقبل إن شاء الله مشرق لك، ولكن ركزي على دراستك، تواصلي مع صديقاتك، وأنا سعدت جدًّا أنك تواظبين وتحافظين وتلتزمين بصلواتك، وعليك بالقرآن والذكر والدعاء.

هنالك تمارين أيضاً مهمة جدًّا نسميها بتمارين الاسترخاء، أريد أن أعطيك فكرة عامة عنها، وعليك بتطبيقها: اجلسي في غرفة على كرسي مريح، أو اضطجعي على السرير، وأغمضي عينيك، وافتحي فمك قليلاً، وفكري في حدث سعيد حدث في حياتك، وبعد ذلك خذي نفساً عميقاً وبطيئاً عن طريق الأنف، ويجب أن يكون هذا النفس فعلاً عميقاً، بعد أن يمتلئ صدرك بالهواء أمسكيه قليلاً في صدرك، ثم بعد ذلك أخرجيه بكل قوة وبطء عن طريق الفم.

كرري هذا التمرين خمس مرات متتالية، بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء لمدة أسبوعين، ثم مرة واحدة يومياً لمدة أسبوعين أيضاً.

هذا تمرين جيد ومفيد، وهنالك أيضاً تمرين آخر يخص شد وقبض العضلات ثم إطلاقها، اقبضي على عضلات راحة يديك بشدة، وبعد ذلك أطلقيها، وكرري هذا ثلاث مرات، وقومي أيضاً بالضغط على الفكين مع بعضهما البعض، وبعد ذلك قومي بإطلاقها وفتح الفم أو الفكين، وقومي بشد عضلات البطن ثم باسترخائها، ثم بعد ذلك عضلات الصدر بقبضها واسترخائها، وهكذا، هذه تمارين جيدة وبسيطة جدًّا ومفيدة جدًّا.

إذا أتيحت لك الفرصة أن تقابلي أخصائية نفسية لتدربك على هذه التمارين، فهذا أيضاً سيكون أمراً نافعاً، كما يمكنك أيضاً أن تتحصلي على كتيب أو شريط من أحد المكتبات مكتبة (الأنجلو) في القاهرة، بها مثل هذه المعينات، ويمكنك أن تبحثي عن كيفية أداء تمارين الاسترخاء في أحد المواقع على الإنترنت، المهم هو أن تطبقي هذه التمارين، وسوف تفيدك كثيراً.

أنا لا أريدك أبداً أن تظني أنك تعانين من الاكتئاب، هذا قلق، وليس أكثر من ذلك، الحياة طيبة وجميلة، وأمامك الكثير الذي يمكنك أن تقومي به، فكري في المستقبل بأمل ورجاء، وركزي على دراستك.

سيكون أيضاً من المفيد أن أصف لك أحد الأدوية البسيطة جدًّا والمفيدة جدًّا، والتي أريدك أن تتناوليها بانتظام ولمدة قصيرة، الدواء يعرف تجارياً باسم (سبرالكس Cipralex)، ويعرف علمياً باسم (استالوبرام Escitalopram)، أرجو أن تبدئي في تناوله بجرعة خمسة مليجرام -أي: نصف حبة- من فئة الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام، استمري عليها لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك ارفعي الجرعة إلى حبة واحدة يومياً لمدة أربعة أشهر، ثم خفضيها إلى نصف حبة لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناول الدواء.

هذا الدواء من الأدوية الجيدة، الفاعلة، الممتازة، وسوف تجدين فيه -إن شاء الله- خيراً كثيراً.

هنالك دواء بديل لهذا الدواء يعرف تجارياً باسم (فافرين Faverin)، ويعرف علمياً باسم (فلوفكسمين Fluvoxamine)، وجرعته هي أن تتناوليه بمعدل خمسين مليجراماً يومياً لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك تخفضين الجرعة إلى خمسين مليجراماً يوماً بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم تتوقفي عن تناوله.

أنت لست في حاجة لتناول الدوائين، بل تناولي أحدهما، -وإن شاء الله- سوف تجدين خيراً وفائدة كبيرة جدًّا، خاصة وأن هذه الأدوية سليمة وفاعلة.

أرجو أن تطبقي كل ما أوردناه في هذه الاستشارة، وأسأل الله تعالى لك أن ينفعك به، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً