الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تليف الثدي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بداية أشكركم جزيل الشكر على جهودكم المبذولة في هذا الموقع.

أنا فتاة غير متزوجة عمري 23 عاماً، أعاني من تليف في الثدي، ولم أعلم بذلك إلا مؤخرا، أعتقد أن بداية التليف كان قبل أربع سنوات؛ لأني كنت أعاني من آلام صدري منذ ذلك الوقت، وكنت أظنه ورما خبيثا، لكن - بحمد الله - بعد الكشف، وعمل أشعة صوتية اتضح أنه تليف، وحجمه كبير في كلا الثديين، ويمتد إلى الإبط.

وأيضاً هرمون الحليب مرتفع لديّ، وأعطتني الدكتورة مضادات حيوية، ودواء الهرمون، وأخبرتني أنه ليس بإمكاني إزالة التليف؛ لأن حجمه كبير، أحس بكتل أكثر في الثدي الأيسر حول الحلمة، وصدري صغير جداً، ولم يتغير حجمه بعد البلوغ، وهالة الحلمة كبيرة مقارنة بحجم الثدي، فهل التليف هو السبب في كبر الهالة وعدم تغير حجم الثدي؟ وهل لهذا التليف مضاعفات مستقبلا؟ وهل يزول دون استئصال؟ وهل يؤثر على الإنجاب والرضاعة في المستقبل؟ وهل يضر إذا قمت بتكبير الصدر رغم تليفه بالطرق الطبيعية كالتدليك مثلا؟!

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ روان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن ما تعانين منه هو حالة كثيرة الحدوث عند الفتيات في مثل سنك، وهي تسمى (Fibroadenomas)، وهي عبارة عن ورم سليم يصيب الثدي، وأكثر ما يحدث في العمر بين 20 - 35 عاما.

ويعتقد بأن سببه استجابة غدد الثدي لهرمون الأستروجين الناتج عن نشاط المبيضين في هذه الأعمار؛ لذلك فهو نادر بعد سن انقطاع الدورة.

الورم - كما قلت لك - هو سليم تماماً، ولا يتحول إلى سرطان، والحقيقة أنه غالباً ما يكون متعدد وبحجم 2 - 3 سم، ولكن قد يصل إلى أحجام كبيرة كالتي عندك، ورغم ذلك يبقى سليما.

وعادة لا نكتفي بالتشخيص السريري، ولا حتى بالتصوير للحالة، بل يجب أخذ عينة من الورم إما عادية (خزعة) أو عن طريق الابرة وفحص العينة في المختبر للتأكد من التشخيص وهذا هو الصحيح.

إن كانت الأورام حجمها صغير فلا داعي لإزالتها بالجراحة، بل فقط يتم مراقبتها بعد الاطمئنان بالعينة، وأما إن كانت الأورام كبيرة جداً مثل التي تصفينها أو إن كانت تزداد بالحجم، فهنا يجب أن تزال بالجراحة أو على الأقل يخفف حجمها.

والتليف الشديد يؤدي إلى تمطط جلد الثدي، ومنه جلد الهالة؛ مما يؤدي إلى كبرها ولكنه ليس السبب في عدم تغير حجم الثدي؛ لأن حجم الثدي يتحدد بناء على عوامل وراثية، ويكون نمو الثدي أكثر ما يكون قبل نزول الدورة، أي قبل البلوغ.

وبالنسبة لك فيجب أن تستمري على الدواء الذي يخفض هرمون الحليب حتى يخف تضخم غدد الحليب، ومن ثم وعندما يعود الهرمون إلى مستواه الطبيعي يجب إعادة تقييم التليف في الثدي؛ لإجراء الجراحة، ويفضل أن تأخذي رأي أكثر من جراح في هذا الشأن.

وهذه الأورام لا تؤثر على الحمل والإرضاع، ومشكلتها فقط شكلية أو جمالية، لكنها لا تؤثر على وظيفة الثدي، ومهما كان الثدي لديك صغيرا فهو سيكون قادرا على الإرضاع؛ لأن المهم في الإرضاع هي الغدد الموجودة في الثدي، وهذه الغدد عددها ثابت في الأنثى، ولا يتغير مهما كان حجم الثدي، سواء كان كبيراً أو صغيرا.

والتدليك لا يزيد حجم الثدي أبداً، ولا يوجد لغاية الآن طريقة لتكبير الثدي إلا بالجراحة التجميلية، نسأل الله العلي القدير أن يديم عليك الصحة والعافية.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • العراق ام علي هه مح ته

    نسال الله الشفاء لجميع المصابين

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً