الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

القلق بعد الجماع والحالة النفسية المتكررة

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكركم على تواصلكم معنا، وأسأل الله أن يكتب لكم الأجر، أنا لي استشارات سابقة قد استفدت منها كثيراً، والآن لي استشارة أخرى وهي أني عندما أتحسن من الآلام النفسية والاضطرابات والوساوس من السابق حتى من قبل العلاجات وبعدها، وعندما تحصل عملية الجماع مع زوجتي فإني بعدها يمر علي يوم كامل إلى يوم ونصف تعود فيه الآلام والاضطرابات، وتتحسن عند ترك الجماع لفترة، ولكن عندما أعود له تعود الآلام، فهل يوجد له علاقة بالجماع؟ وما هو السبب؟ علماً بأني لا أستطيع أن أبتعد عن الجماع لفترة أكثر من ثلاثة أيام.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الرابط الوحيد الذي يُوجد ما بين الجماع والحالة النفسية المتكدرة فيما بعده هو ربط وسواسي وليس أكثر من ذلك، بمعنى أنه ربما تكون لك تجربة سالبة في الماضي، وتجددت لديك بعد ذلك الحالة النفسية بعد الجماع، وقد يكون هذا الأمر من قبيل الصدفة، ثم بعد ذلك أصبحت تربط ما بين الأمرين، ما بين الجماع والآلام النفسية.

إذن: هذه الآلام النفسية وهذا الاضطراب الذي يحدث لك، هو حقيقة ربط وسواسي وليس أكثر من ذلك.

وهذا حقيقة يعالج بتحقير الفكرة ذاتها، وأن لا تبتعد ولا تتجنب الجماع، بل على العكس الابتعاد عنه سوف يشعرك أيضاً بمشاعر سلبية أخرى، ونحن دائماً ندعو من الناحية السلوكية أن يواجه الناس صعوباتهم؛ لأن المواجهة والتعرض المستمر هو الوسيلة الوحيدة التي تُوقف السلوك أو المشاعر السلبية.

أريدك أن تغير من الروابط العقلية، مثلاً قل لنفسك (أنا يأتيني ألم نفسي وعدم ارتياح بعد الجماع، ولكن إن شاء الله هذا لن يأتيني بعد ذلك، بل على العكس تماماً سوف أكون إن شاء الله مرتاحاً، وليس هنالك ما يدعوني للشعور بالألم النفسي أو بالذنب حيال هذه المعاشرة الزوجية، بل على العكس تماماً يجب أن أكون مرتاحاً ويجب أن أكون في قمة السعادة والاستقرار أن هيأ الله لي الزوجة الصالحة)، وهكذا.

فإذن أخي الكريم: استبدل الروابط السلبية بروابط إيجابية، وهذا أحد الطرق التي يقاوم بها الوسواس. إذن التجاهل، واستبدال الروابط.

والطريقة الثالثة وهي طريقة فعالة، هي أن نصف لك دواء بسيطاً مضاداً للقلق ومضادا للوساوس، وأفضل دواء في مثل هذه الحالات هو العقار الذي يعرف باسم (فافرين Faverin) ويعرف علمياً باسم (فلوفكسمين Fluvoxamine).

فأرجو أن تبدأ في تناول الدواء بجرعة خمسين مليجراماً – جرعة البداية – تناولها ليلاً لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى حبة كاملة (مائة مليجراما) واستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفضها إلى خمسين مليجراماً ليلاً لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء، ويتميز الفافرين بأنه من الأدوية الجيدة جدّاً، وقليل الآثار الجانبية، وهو سليم وغير إدماني.

توجد أيضاً وسائل سلوكية أخرى تساعد الإنسان في تطوير صحته النفسية بصورة إيجابية، ومن أفضل هذه الوسائل هي ممارسة الرياضة، الرياضة حقيقة تؤدي إلى توازن نفسي إيجابي جدّاً في جميع مناحي الشعور والصحة النفسية والجسدية، فكن حريصاً على ذلك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً