الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تشتت الذهن والنسيان وضعف التركيز

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

أولاً: خالص دعواتي لكم لمجهوداتكم الرائعة جعلها الله في ميزان حسناتكم.

ثانياً: سألخص شكواي المتمثلة في الآتي:
1 -النسيان.
2-ضعف التركيز وتشتت الذهن.
3-إحساس شبه دائم بعدم الارتياح والتململ.
4-التكاسل والكسل إلى حد ما.
5-القلق وإن كان الموقف لا يستدعي هذا القدر منه.
6-أحس بـأني أصبحت أعاني مؤخراً من بطء في التفكير ورد الفعل.
فتُرى ما السبب وما الحل؟ وهل هناك دواء لمثل حالتي هذه؟

علما بأنني كنت أعاني من بعض الوساوس الفكرية المتعلقة بخلق الإنسان، والعلاقة بين الروح والجسد في فترة المراهقة، ولكنها أخذت وقتها وانتهت دون أن أتناول أية أدوية.

وشكراً جزيلاً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فهذه الأعراض التي أدرجت في رسالتك، هي إن شاء الله أعراض بسيطة، وأكبر سبب لتشتت الذهن وعدم التركيز، والشعور بالضيق والملل والتكاسل والقلق وتعظيم الأشياء الصغيرة؛ هو ناتج حقيقة من القلق النفسي، وهذا ليس بمستبعد في حالتك، لأنك قد عانيت من الوساوس القهرية في مرحلة من مراحل عمرك؛ حيث أن الوساوس في حد ذاتها تشخص تحت أمراض القلق العصابي.

أولاً: أؤكد لك أنه لا توجد علة حقيقية في ذاكرتك؛ أي أنه لا يوجد أي مرض عضوي، وإنما القلق هو الذي يجعلك لا تستقبلين المعلومة بالصورة المكثفة والمطلوبة؛ لأن استقبال المعلومات يتطلب التركيز؛ لأن هذا يسهل مرورها بالمُوَصِّلات العصبية، ثم تخزينها وتشفيرها في مركز الذاكرة، والذي يوجد في الفص الصدغي بالمخ، القلق يؤدي إلى هذا التشتت لأن التسلسل المطلوب في استقبال المعلومة وتخزينها ثم فك شفرات التخزين لاستلام المعلومة يكون معتلاً بعض الشيء في حالات القلق.

الذي أرجوه هو الآتي:

أولاً: عليك بتنظيم الوقت وأخذ قسط كاف من الراحة والنوم.

ثانياً: لابد من ممارسة الرياضة؛ فالرياضة تؤدي إلى تنشيط المواد الكيميائية التي من خلالها يتغلب الإنسان على القلق والتوتر، وتؤدي إلى تحسن المزاج، ومن ثم يتحسن التركيز والاستيعاب.

ثالثاً: عليك بتناول حليب دافئ قبل النوم؛ فهو إن شاء الله مفيد جدّاً.

رابعاً: أرجو القيام بقراءة بعض المواضيع القصيرة، ثم تكرارها مرتين أو ثلاثة، ثم محاولة استيعابها.

خامساً: عليك بقراءة القرآن ومحاولة حفظه، فالحفظ إن شاء الله ييسر للإنسان التركيز، وقد أثبتت التجارب ذلك.

سادساً: سأصف لك أحد الأدوية الجيدة، والتي تزيل القلق والتوتر الداخلي وتؤدي إن شاء الله إلى النشاط، ومن ثم تؤدي إلى تحسين الذاكرة المرتبط بقلق العصاب، هذا الدواء يعرف باسم بروزاك؛ أرجو أن تتناوليه بجرعة كبسولة واحدة في اليوم بعد الأكل لمدة ثلاثة أشهر، ثم التوقف عنه، البروزاك من الأدوية السليمة والفعّالة، وهو -كما ذكرت- جيد جدّاً لعلاج القلق والتوتر والاكتئاب وحتى الوساوس القهرية، وإن كانت الحمد لله لا تعاودك، ولكن هذا الدواء إن شاء الله سوف يفيدك ويزيد من طاقاتك بصورة واضحة.

أرجو التأكد أن حالتك بسيطة، وإن شاء الله في اتباع الإرشادات السابقة، وتناول الدواء الذي وصفته لك، ستكون هنالك فائدة كبيرة بإذن الله تعالى.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الأردن سلمى

    لقد استفدت أنا كذلك

  • محمد القزاز

    بارك الله فيك دكتور وان شاء الله ساقوم بتطبيق هذه النصائح

  • السعودية ياسر السفياني

    بالرك الله فيك يادكتور شكرا الك

  • أميرة أبوعبدالرحمن

    جزاك الله خيرا...

  • امير

    بارك اللة لكما

  • الجزائر تاج الدين

    شكرا جزيلا دكتر تحياتي

  • العراق مازن الطائي

    اعاني من نفس الاعراض

    شكرا على الاجابة

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً