الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية علاج كثرة البكاء عند الطفل لأتفه الأسباب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ابني كثير البكاء وعلى أقل شيء، فمثلاً إذا طلب مني أن ألعب معه أو أحضر له لعبة من ألعابه وقلت له: حاضر ولكن بعدما أنتهي مما في يدي يأخذ بالبكاء ولا يتوقف حتى لو قلت له بأني سألبي طلبه على شرط أن يتوقف عن البكاء مما يثير عصبيتي، ولا أخفي عليكم أحياناً أضربه، وأندم بعد ذلك لعلمي أن الضرب لا يأتي بنتيجة.

كما ألاحظ عنده مشكلة تعليمية بالنسبة لعد الأرقام وحفظ الآيات القرآنية مع العلم أن عمره ثلاث سنوات ونصف وهو شديد التعلق بالكمبيوتر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة / نجود حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بدايةً نلتمس منك العفو بخصوص تأخر الرد على رسالتك، وذلك لظروف الحج، ونسأله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يبارك لك في ولدك، وأن يجعله من عباده الصالحين وأوليائه المقربين، ومن سعداء الدنيا والآخرة، وأن يعينك على تربيته تربية تسرك في الدنيا والآخرة، وأن يجعله من سادة الدنيا وعظماء الآخرة، أنه جواد كريم .

وأما عن مسألة البكاء : فلا تشغلي نفسك بها كثيراً؛ لأنها بالإهمال وعدم الاهتمام الزائد سوف تتلاشى مع الأيام، ما دام الطفل لا يعاني من شيءٍ عضوي كمغص أو جوع أو حاجة لقضاء حاجته؛ لأن البكاء يعتبر سلاحاً يستعمله الطفل أحياناً لمعرفة مدى اهتمام الأسرة، أو لكسب مزيد من الاهتمام، ولكن حذاري إسكاته بالضرب، أو التوبيخ، أو السب؛ لأن هذا لا يعالج المشكلة، بل يزيدها تقصيراً، وإن شاء الله مع الأيام سوف تنتهي بإذن الله، وأما قضية عدم رغبته في عد الأرقام أو حفظ الآيات القرآنية، فهذا أيضاً ليس عيباً ولا نقصاً في ذاكرته أو قواه الفعلية، وإنما هي رغبات خاصة سوف تتحسن مع الأيام؛ لأنه لا يدرك أهمية ما ترغبين في تعليمه له الآن، ويفصل عليه الشيء الخالي من التكليف أو الأوامر والنواهي، ولكن حاولي أن توظفي رغبته في اللعب بالكمبيوتر في حظه على التعليم، كأن تقولين له: إذا حفظت هذه الآية سوف تلعب بالجهاز، أو إذا عددت هذه الأرقام سوف تعلب، وإذا فعل فلا بد من وفائك بوعدك له؛ حتى لا يفقد الرغبة في التعليم مستقبلاً.

وعموماً الأمر بسيط، فلا تشغلي بالك به، ولكن بالدعاء والاهتمام والرعاية سيكون نموذجاً صالحاً، ورجلاً
ناجحاً -بإذن الله رب العالمين-، مع تمنياتنا لك بالنجاح والتوفيق في تربيته وتربية إخوانه جميعاً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً