الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد مراجع ومؤلفات تفيد في إقامة دورة عن الأخوة في الله

السؤال

السلام عليكم.

أود منكم مساعدتي بوضع خطة لإقامة دورة عن الحب والأخوة في الله لطالبات جامعة ملتزمات، حيث أرى أن الملتزمين يعانون من نقص في هذا المفهوم، مما يوقعهم في شيء محرم من التعلق والعشق، فأحببت إقامة مثل هذه الدورة لتصحيح المفهوم.

فأرجو مساعدتي بذلك، وماذا يمكن أن تتضمن من أمور ومواد ووسائل وأساليب ومراجع، وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عبير حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقد أفرحني هذا السؤال، وازدادت سعادتي لأن السؤال من أرض الرباط والجهاد، كما أن الأخوة هي الأساس في بناء البلاد ونجاح العباد، ولذلك كان حرص رسولنا صلى الله عليه وسلم على بناء مجتمع الإخوة في الله، فإنه لا يتصور إقامة الجمع والجماعات والعبادات والصلوات والنصح والحلقات إلا بوجود الإخوة في الله، وبالأخوة – بعد توفيق الله – نتمكن من الوقوف في وجوه أعدائنا، وقد أحسن الشاعر الحكيم حين أوصى بنيه فقال:
كونوا جميعاً إن دنا ...... خطب ولا تتفرقوا آحاداً
تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسراً ...... وإذا افترقن تكسرت آحاداً

ولا يخفى على أمثالكن أن الأخوة المقصودة هي ما كانت لله وفي الله، ومن أجل مرضاة الله، وأن كل أخوة لا تبنى على أساس الإيمان والتقوى، تنقلب في الآخرة إلى عداوة، وتكون في الدنيا حسرة وشقاوة، فمن أحب غير الله عذب به، ولن يستفيد من انحراف الأخوة إلى عشق وانحراف، إلا عدونا الشيطان، واليهود أعداء كل إنسان، وقد أدركوا أن أمتنا لا تهزم إلا إذا انحرفت، وحادث عن طريق العز والعفة، ومالت إلى طريق الشهوة والضعة.

وماذا ننتظر من فتاة تريد أن تحملق في عيون زميلاتها، وتهتم بالمظاهر وتلتفت إلى ما عندهن من الموضات والمناظر، وتقضي الساعات الطوال في تلميع أطرافها، ليس لزوج تزف إليه، ولكن لتلفت أنظار زميلاتها، ومتى تصلي من تقف الساعات أمام المرآة؟ وكيف تتلو كتاب الله ؟ ومتى ستراجع دروسها؟ والأخطر من كل ذلك أن هذا الإعجاب قد يوصل إلى العشق المحرم، الذي هو باب رئيس إلى هاوية الإشراك بالله .

ولذلك فنحن نقترح أن تشتمل هذه الدورة على ما يلي:
1- كتاب من كتب تزكية النفس، مثل (منهاج القاصدين) لابن قدامة، أو من الكتب الحديثة (البحر الرائق في الزهد والرقائق) للشيخ أحمد فريد، وكتاب (محاسبة النفس) للشيخ عبد الله العسكر .
2- كتاب يتناول حقوق المسلم على أخيه المسلم.
3- كتاب يتناول آداب النظر، وآداب الاستئذان، (كغض البصر) للشيخ عقيل المقطري، وكتاب (الأدب الضائع) للشيخ محمد إسماعيل المقدم، وكتاب (لباس المرأة وزينتها) وكتاب (لمن تتجملين) دار ابن خزيمة.
4- كتاب عن حرب الموضة، مثل كتاب (الموضة في التصور الإسلامي) للأستاذة الزهراء فاطمة بنت عبد الله.
5- كتاب (فتياتنا والإعجاب) للأستاذة نوال بنت عبد الله، ومطوية صادرة عن دار الوطن باسم (العشق الشيطاني)، ولا يستغني الدارسون والدارسات عن كتاب الإمام ابن القيم الذي سماه (الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي).

مع ضرورة الاهتمام بتوجيه علاقات الفتيات، وتذكيرهن بالله، وتحذيرهن من خطورة التمادي في الإعجاب بالزميلات، وما يمكن أن تجلبه من خسارة للدنيا والدين، ومعرفة أن الإسلام يحرم نظر المرأة إلى أختها إذا كانت النظرة بشهوة، وأنه يمنع المرأة من إظهار مفاتنها لأخواتها خوفاً من الفتنة، وخوفاً من أن يوجد في النساء من تصف ما شاهدت لزوجها أو لأخيها.

ومن الضروري كذلك أن نفهم قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( لا تنظر المرأة إلى عورة المرأة، ولا الرجل إلى عورة الرجل، ولا تفضي المرأة إلى المرأة في الثوب الواحد ليس بينهما شيء )، وحبذا لو جعلنا هذا في شكل لوحات حتى يسهل الحفظ، وكذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تباشر المرأة المرأة فتصفها لزوجها كأنه يراها).

والمؤمنة تحب أخواتها بعد حب الله ورسوله، وتحبهن بقدر طاعتهن لله، لا بحسب جمال أشكالهن، أو حسن هندامهن، أو عذوبة أصواتهن، والمسلمة تضبط عواطفها بضوابط الشرع.

ونسأل الله لكن التوفيق والسداد، وأن يجعلكن فخراً للبلاد والعباد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً