الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضرورة الحكمة في تعامل الزوجة مع أم زوجها

السؤال

السلام عليكم.

أنا امرأة متزوجة، وأنا وزوجي على علاقة طيبة ولله الحمد، ولدي طفل واحد عمره سنتان، مشكلتي هي حماتي التي دائماً تتسبب لي بالمشاكل مع زوجي، وتختلق المشاكل بأي طريقة، علماً بأني في سن ابنتها المتزوجة، ولكنها تعاملني وكأني إنسانة في سنها، وعلى النقيض ابنتها التي في سني تراها صغيرة ومدللة، ولا تعرف أمور الحياة، وتتحجج لها بالأعذار الواهية، وتراني إنسانة مهملة.

ووتتهمني بتهم أنا بريئة منها تماماً، وربي يشهد، مع كل ذلك فإني أتودد إليها بكل الوسائل قدر استطاعتي، ولكن لا يجدي نفعاً معها، وعندما يحاول زوجي الإصلاح تقول له هذه أمور بيني وبينها، ولا دخل للرجال فيها.

أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الصغيرونة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه لن يضرك ما يحصل طالما كان الزوج في صفك ومتفهما للوضع، فاصبري من أجل سعادة زوجك، ولن يضيع أجرك عند الله.

ولا يخفى عليك أن أم الزوج تحتاج إلى معاملة خاصة، فهي تشعر أن زوجة الابن جاءت لتشاركها في حبه وجيبه، ولن يحصل الوفاق إلا بحكمة الزوج وصبر زوجته واحترامها لأم الزوج التي هي بمنزله الأم، وليس من الحكمة أن يظهر الزوج دائماً أنه معك، ولكن من الحكمة أن يكون مستمعاً جيداً، خاصة إذا كانت أمه غاضبة، ويحرص على أن يطيب خاطرها ويسترضيها، ويطلب منك أن تعتذري لها، ثم يعوضك عن كل ذلك بطريقته، فأنت له وهو لك.

وأرجو أن يزيد من بره وإحسانه لها، وعليك أن تواصلي التودد إليها بشتى الوسائل، وأنت مشكورة على ذلك، وهذا العمل يدل على كمال عقلك، فلا تقارني نفسك بابنتها؛ لأن الغيرة والمنافسة معك أنت، وهذا أمر معروف، إذا قدرناه وفهمناه عشنا في أمن وأمان، وإذا كنت بريئة فلن تضرك التهم والكلمات التي تسمعك إياها.

وليس من الضروري أن يتدخل زوجك في أمور النساء، ولكن من الضروري أن يقدر صبرك ويتفهم الأمور، ويبدو أن هذا موجود وهذه نعمة من الله، فإن كثيراً من الأزواج يقفون مع أهلهم في الخطأ والصواب، وهنا تتحول حياة الزوجة إلى جحيم لا يطاق.

ونحن نتمنى أن تنتفعي من نصائحها المفيدة، ولا أظن أن ما تقوله كله خطأ، واعلمي أن العاقلة تستفيد من ملاحظات الآخرين وتتدارك ما عندها من خلل.

وفي الختام أرجو أن تشغلي نفسك بطاعة الله، ثم الحرص على إرضاء زوجك، والصبر من أجله، وعمري دارك بالذكر والتلاوة، واعلمي أن الدنيا دار ابتلاء فاتقي الله واصبري.

ونسأل الله أن يسهل أمرك وأن يغفر ذنبك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً