الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخوف من ضياع الوقت.

السؤال


مشكلتي هي أني أقضي كل وقتي في الدراسة، والصلاة وتلاوة القرآن، ومع ذلك أحس بمضيعة للوقت، ورغم ذلك لا أوفي ما علي من واجبات، ما هو الحل في هذه الحالة؟
وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!
فإن الوقت هو الحياة، ولن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: (عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم انفقه، وعن علمه ماذا عمل فيه)، فنلاحظ أن نصف هذه الأسئلة عن الوقت فسؤال عن العمر وسؤال عن فترة الشباب التي هي أهم لحظات العمر، وكما قالت حفصة بنت سيرين: (يا معشر الشباب! عليكم بالعمل في الشباب، فإني ما رأيت العمل إلا في الشباب).
وإذا كنت تقضين كل الوقت في الدراسة والصلاة وتلاوة القرآن فهذا فلاح وخير وتوفيق من الله، وأرجو أن تجتهدي في تنظيم الوقت وترتيب الأولويات بحيث تبدئين بالأهم فالأهم، وتعطين كل ذي حق حقه، وقد بكى السلف لقلة الأعمار وكثرة الفضائل، ولكن علينا أن نسدد ونقارب، والمرء عليه أن يسعى، ولكن ليس عليه إدراك النجاح، فإن التوفيق بيد الله وإنما نلام على التقصير ولا نلام على القصور.
ولعل هذا الإحساس دليل على همتك العالية وحرصك على الخير، وإذا كانت النفوس كباراً تعبت في مرادها الأجسام. ونوصيك بأن تكلفي من العمل ما تطيقين فإنه لا يمل الله حتى يمل العبيد، والله تبارك وتعالى لا يكلف نفساً إلا وسعها، وإلا ما آتاها، ونسأله تبارك وتعالى أن يبارك لنا ولك في الأعمار والأموال.
والله ولي التوفيق والسداد!

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً