الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصائح الدكتور أحمد الفرجابي غيرت حياتي إلى الأفضل

السؤال

السلام عليكم.

إلى والدي الدكتور أحمد حفظه الله، من أشهر بعثت إليك باستشارة حول التعليم والتخصص وطلبت نصائحك، ووالله كنت بحالة يرثى لها من ضياع وتيه وكنت أرقب أي كلمة وأي نصيحة، فكانت كلماتك بمثابة التغيير الذي قلب حياتي من إنسانة متكبرة مستهترة غير راضية عن نفسها مرتبكة محائرة تائهة في زحمة الدنيا إلى التالي:

لقد حولت إلى كلية التربية، والحمد لله لا يمكن أن أصف لك السعادة التي أحس بها؛ لأني أحس فعلا أني بمكاني الذي وضعه لي رب العالمين، والحمد لله أنا متوفقة في الدراسة، وقدمت امتحاناتي ـ والحمد لله ـ امتياز إن شاء الله وبتفوق.

وبالنسبة للحاسوب فقد وجدت قسما في كلية التربية للتكنولوجيا والحاسوب، والحمد لله أبلي جيدا وأنا الآن راضية عن نفسي، وأعمل في نادي صناع الحياة في منطقتي، وبدأت أتمم حفظي للقرآن، أحببت أن أخبرك لتعلم مدى تأثير كلماتك في نفوس الشباب، فوالله إني لأشكر الله الذي بعث أمثالك لهداية الشباب يا شيخي.

رزقك الله وبارك لك في أهلك وأولادك وأعانك على عمل الخير ووفقك لهداية الأمة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أميرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!

فالحمد لله على توفيقه وامتنانه، والشكر له على تفضله وإنعامه، فبشكره تزيد النعم وتحفظ من الزوال، ومن أعظم أبواب الشكر العمل بطاعة الله: { اعلموا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور}.

ونحن أيضاً سعداء بعودتك إلى كتاب الله الذي يعين الله به على كل نجاح وفلاح، وإنما تبنى الحياة وتعمر بطاعتنا لله ثم بحرصنا على الخير واجتهادنا في صعود سلم المعالي، ومما يساعدك على النجاح ما يلي:-

1- كثرة اللجوء إلى الله والحرص على طاعته، فإن ما عنده من توفيق لا ينال إلا بطاعته.
2- الحرص على طاعة الوالدين ومساعدة المحتاجين، فإن الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن يسر على معسر يسر الله عليه.
3- تجنب المعاصي، فإن الإنسان قد يحرم الرزق والتوفيق بالذنب يصيبه: {وما أصابكم من مصية فبما كسبت أيدكم ويعفو عن كثير}، وكما قال مالك للشافعي رحمة الله عليهم أجمعين: "إني أرى على قلبك نوراً فلا تطفئه بظلمة المعصية"، وذلك عندما لاحظ عليه علامات النبوغ والتفوق وكان الشافعي أيضاً يردد:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي *** فأرشدني إلى ترك المعاصي
وقال اعلم بأن العلم نور **** ونور الله لا يهدى لعاصي

4- الحرص على قيام الليل، والمحافظة على صلاة الفجر للاستفادة من وقت البكور.
5- تنظيم الوقت وترتيب الأولويات.
6- الحرص على تطبيق ما تعلمناه، فإن الإنسان إذا عمل بما علم أورثه الله علم ما لم يعلم.
7- الإخلاص والصدق في الأقوال والأعمال والأحوال.
8- الاجتهاد وبذل الأسباب ثم التوكل على الكريم الوهاب.
9- الحرص على مرافقة الصالحات المجتهدات.
10- غض البصر والبعد عن مواطن الريب .
11- الصبر والتقوى وأحسن من قال:
ألا بالصبر تبلغ ما تريد *** وبالتقوى يلين لك الحديد
وقال تعالى: {ومن يتق الله يجعل له من أمره يسراً}

والله ولي التوفيق والسداد!

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً