الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فتاة لها علاقة محدودة مع قريبها

السؤال

أنا فتاة تعرفت إلى شاب هو قريبي، سبب معرفتي به أنه كان يحتاج إلى شخص يقدم له أوراق دراسته؛ لأنه يريد أن يكمل دراسته الجامعية ـ الماجستير ـ ولأنه يسكن في مدينة بعيدة، وبذلك كنت أنا من أقدم تلك الأوراق.
وفي البداية ساعدته فقط؛ لأني كنت أريد أن أساعد طالب علم لا غير. وبعد قبوله في الدراسة حدثت بيننا بعض المشاكل العائلية، وأنا كنت السبب بها، ولذلك كنت أعتذر إليه دائماً!
ومن البداية شعرت أنه يتقرب مني؛ بسبب تصرفاته معي، ومع مرور الوقت بدأت أتعلق به، بدأت أشعر به كثيراً! حتى وإن كان بعيداً في مدينة أخرى، أشعر بقلقه وتعبه! وكثيراً ما أشعر به عندما يفكر في، وأحياناً أشعر بأنه قربي!

أولاً: ماذا أفعل عندما أشعر بأنه قلق ويحتاج إلى من يتحدث معه؟ وخاصة أنه يسكن وحده، وبعيداً عن عائلته، وأنا لا أستطيع أيضاً أن أقف إلى جانبه؛ لأنه غريب عني، ولا أريد أن أفعل أي شيء يغضب الله!

ثانياً: بسبب تعلقي به ماذا أفعل؟ وخاصة أني قلت له ذلك، وقال لي أنه لا يريدني أن أنتظره لكي يكمل دراسته، وقد صليت صلاة الاستخارة، وشعرت بالراحة لانتظاري له حتى يكمل دراسته! فماذا أفعل؟


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نسأل الله العظيم أن يوفقك للخير، وأن يقدر لك الخير وأن يرضيك به، وأن يعيننا جميعاً على ذكره وشكره وحسن عبادته.

فشكراً لك على مساعدة هذا الأخ، والمسلمة تعاون من يحتاج إلى المساعدة، مع حرصها على رعاية الضوابط الشرعية في علاقتها مع الرجال الأجانب، والأجنبي هو كل من يستطيع الزواج من المرأة، بمعنى أنه ليس من محارمها.

وإذا شعرت أنه قلق، فاحرصي على الدعاء له، وشجّعي محارمك من الرجال ليقفوا إلى جواره.

أما أنت فاحرصي على القبول بأول من يطرق بابكم إذا كان من أهل الدين والأخلاق، فربما يطول الانتظار، وهذا الشاب أيضاً لا يريد أن تنتظريه، وإذا لم يأتِ الرجل المناسب، وفرغ قريبك هذا من دراسته، فلا مانع من الارتباط به، شريطة أن تكون علاقته معك في هذا الفترة محدودة؛ لأنه أجنبي عنك، وإذا وجدت عنده الرغبة والظروف المناسبة، فعليه أن يتقدم ليطلب يدك من أهلك ويأت البيوت من أبوابها، عسى الله أن يجمع بزواجكما شمل القبيلة .

وقد أعجبني قولك: (لا أريد أن أفعل شيئاً يغضب الله) وأنصحك بالتمسك بهذا المبدأ العظيم؛ لأنه لا خير في مشروع أو زواج أو عمل يُغضب الله أو يؤسس على غير تقوى الله وطاعته.

نسأل الله أن يهيئ لكما من أمركما رشداً.
وبالله التوفيق.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً