الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما علاج الاكتئاب المصاحب لعسر المزاج؟

السؤال

السلام عليكم

لقد قرأت إحدى أسئلة الاستشارات، وقرأت طريقة كلام السائل في استشارته، وأوحى لي بمشكلة يعاني منها كل جيلنا، وهي ضعف الإرادة، فكلما أردنا أن نفعل شيئاً نتحمس في البداية ثم نتراجع، ولهذا أشعر أنني أعاني من قلقٍ واضطراب دائم في حياتي، وعدم راحة في أي شيء.

أعرف أنك ستقول لي بأن أقوي علاقتي مع ربي، ولكن الذي يحدث معي أنه كلما أردت أن أصلي وأقرأ القرآن، أشعر بصراعٍ في داخلي لا أستطيع احتماله، وأشعر بأنه يجب أن أبتعد عن المحرمات لحل هذه المشكلة؛ لأنني أشاهد وأسمع الكثير من الأفلام والأغاني الأجنبية، ولكن ليس بيدي حيلة، فأهلي لا يسمحون لي بالذهاب إلى أي مكان للترفيه عن نفسي، ولا يوجد لي أي أصدقاء أو أحد مقرب يشاركني همومي.

لذلك كلما أردت الترفيه عن نفسي أو كسر وحدتي إما ألجأ إلى تلك الوسائل أو أنام، وأبدأ بانتقاد نفسي، وأتذكر أخطائي، وتعود لي الكآبة من جديد، وإذا أردت أن أجلس مع أهلي أتقاتل معهم وأكسب غضبهم، فلا أحداً منهم يفهمني.

حاولت أكثر من مرة أن أجعلهم يعرضونني على طبيب نفسي، ولكنهم رفضوا، وذات مرة طلبت منهم أن يرسلوني إلى مشفى الأمراض النفسية ولكنهم هدؤوا من لوعتي قليلاً، وقام أبي بعمل هوية لي، وفكرت ذات ليلة بالهرب من البيت وأخذ هويتي والذهاب إلى المشفى لوحدي، ولكني استغفرت الله بعد ذلك، ولم أفعل كل هذا.

يجب علي أن أتقدم إلى الثانوية العامة السنة القادمة بإذن الله، بمعنى أنه لا يوجد فراغ في حياتي، ويجب أن أركز على دراستي.

أرجو أن تجدوا لي حلاً فعالاً سريعاً.
أرجوكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آلاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

جزاك الله خيراً على سؤالك.

لا شك أن قلة الإرادة من المشاكل التي تؤدي إلى الهزيمة النفسية الذاتية، وبكل أسف أصبح الكثير يتخذ ذلك ذريعة لتبرير إخفاقاته وفقدان الطموح.

لا شك أنك تحتاجبن لأن تجلسي مع نفسك، وتغيري كل هذا التفكير السلبي المسيطر عليك، فأنت لا زلت في مقتبل العمر، وبك طاقات نفسية ووجدانية كامنة، لابد من الاستفادة منها واستغلالها بطريقة صحيحة.

إن تقاعسك عن الصلاة، واللجوء للأفلام والأغاني الأجنبية من أجل الترفيه ما هو إلا دفاع نفسي خاطئ يعرف بالتبرير والنكران.

لا شيء يمنعك من أداء صلواتك، ومصاحبة الصالحين والأخيار، واستغلال وقتك فيما هو مفيد، أما فيما يخص التواصل مع أسرتك، فأرجو أن تشرحي لهم حاجاتك النفسية المفقودة، وحاجتك الماسة للاستبصار والمساندة والمؤازرة.

لا شك أنك تعانين من حالة اكتئابية، وعسر في المزاج، وتوجد - بفضل الله تعالى - الآن عدة أدوية علاجية للمساعدة في علاج مثل هذا الإحباط النفسي، وعليه أود أن أنصحك بأن تتناول أحد الأدوية السليمة والفعالة، وهو يعرف باسم (بروزاك)، وجرعته هي كبسولة يومياً (20 ملجم ) لمدة ثلاثة أشهر، وبعدها تأخذ كبسولة يوماً بعد يوم لمدة شهر.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وعليك أن تسعي دائماً لتغيير خارطة تفكيرك من خارطة سلبية إلى أخرى إيجابية.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً