الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عدم القدرة على المواجهة والاضطراب في المواقف الاجتماعية

السؤال

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ..

أولاً: أحب أن أشكر لكم تجاوبكم مع الأسئلة السابقة لي، وأيضاً نشر الاستشارات لكي تعم الفائدة، وأسأل المولى القدير أن يجزيكم كل خير.

مشكلتي باختصار:

أنا شابٌ في العشرينات من العمر، أحس أنني أعاني من الرهاب الاجتماعي، ولم أراجع الطبيب النفسي في ذلك؛ لعدة أسباب، أهمها: لا أدري أين سأجد الطبيب النفسي!!

عموماً، أنا سأطرح بعض تصرفاتي عليكم لكي أعرف هل أنا أعاني من الرهاب الاجتماعي، وما هو العلاج إن كان ذلك؟

إذا عرفت أن هناك عزيمة أو عرس أُصبح في حالة قلق زائد وخوف، ودائماً أقول لأهلي أني لا أستطيع الذهاب معهم، وإذا ذهبت للعزيمة أحاول أذهب مبكراً؛ لتفادي الدخول في المجلس وهو ممتلئ.

أيضاً في الجامعة قلما أتكلم مع الدكتور أو الطلاب، مع العلم أن لي زملاء، وأكره شيء عندي هو أن أجلس بين زميلين لا يعرفون بعضهم!! أحس بالإحراج .

دائماً أتحاشى الجلوس مع من أعرفهم، وأحس أنني منطلق في الكلام مع الأشخاص الذين لا أعرفهم ولا تربطني بهم غير مصلحة وقتية كالكلام معهم .

أذكر مرةً في العيد دخلت مجلس رجال، وكان ممتلئاً، فقعدت أسلم إلى أن شعرت بدوخة، وصررت (أترنح!) وأحس بدوخة!!

الآن أنا خائف من مشروع التخرج من الجامعة، وهو بعد سنة إن شاء الله، وأنا من الآن خائف منه، وأكنّ له هماً كبيراً.
أتمنى أن أجد حلاً لمشكلتي قبل موعد إلقاء مشروع التخرج.



الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الفاضل/ مشعل حفظه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

جزاك الله خيراً على سؤالك، وعلى ثقتك في الشبكة الإسلامية واستشاراتها!

الأعراض التي ذكرتها تمثل في مجملها السمات الأساسية لما يعرف بمتلازمة الرهاب الاجتماعي، وهي في الغالب حالة مكتسبة يحس فيها الشخص بعدم القدرة على المواجهة، والاضطراب خلال المواقف الاجتماعية، وينتج عن ذلك التجنب والقوقعة حول الذات.

من فضل الله تعالى أن هذه الحالات أصبحت في متناول العلاج، وذلك عن طريق ما يعرف بالعلاج النفسي السلوكي، والذي يتمثل في المواجهة والإصرار عليها، وتكون هذه المواجهة في الخيال أولاً، ثم في الواقع، وقد وجد أيضاً أن تمارين الاسترخاء، وممارسة الرياضة الجماعية، مثل كرة القدم، تحسن من التواصل الاجتماعي، والقدرة على المواجهة، كما أن الانضمام والانضواء تحت الجمعيات والعمل الجماعي تساعد أيضاً في تقليل المخاوف الاجتماعية.

يرى الكثير من علماء النفس أن هنالك مادة في الدماغ تعرف باسم سرييتونين، يحدث فيها اضطراب، ينتج عنه الرهاب الاجتماعي، وربما حالات نفسية أخرى، مثل الوساوس القهرية، والاكتئاب النفسي، وبما أنه هنالك مكون بايولجي للرهاب فقد وجد أن الأدوية تلعب دوراً كبيراً في علاج هذه الحالة؛ ولذا أود أن أنصح لك باستعمال عقار يعرف باسم زيروكسات، وتبدأ بجرعة 10 ملجرام ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة بمعدل 10 ملجرام أسبوعياً (نصف حبة) حتى تصل الجرعة إلى 40 ملجرام يومياً، وتستمر على هذا المنوال لمدة ستة أشهر، بعدها تخفض الجرعة بواقع 10 ملجرام كل أسبوعين، هذا العقار من الأدوية الفعالة والسليمة، وإن كان يعاب عليه أنه ربما يسبب زيادة في الوزن، وبعض الصعوبات الجنسية البسيطة لأقلية من الرجال، كما أنه باهظ التكلفة بعض الشيء.

وبالله التوفيق.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً