الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

توجيهات ووصايا للراغب في البدء بطلب العلم

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أريد أن أطلب العلم من الألف إلى ما لا نهاية، لكن ليس على يد شيخ؛ لظروف، بل عن طريق الأشرطة (السي دي) أو الكاسيت، وعن طريق الكتب، فهل تكفي هذه الوسائل في تحصيل العلم؟

أود منكم إرشادي لأفضل الطرق في الاستفادة من الأشرطة والكتب، وكيفية التدرج في طلب العلم؟ وأرجو منكم ذكر الأشرطة والكتب التي أبدأ بها، مع التركيز على أشرطة (السي دي).

أريد منهجاً واضحاً وشاملاً وطريقة مجدولة مثلاً.

ولكم مني الدعوات والشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبا عبد الله حفظه الله!.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية! فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك! ونعتذر إليك عن تأخر الرد لظروف السفر والمرض! ونعدك أن نكون أسرع مستقبلاً إن شاء الله!

ونسأله جل وعلا أن يمن عليك بالعلم النافع! وأن يوفقك إلى العمل الصالح! وأن يجعلك من العلماء العاملين!

وبخصوص ما ورد برسالتك، فإن طلب العلم - وبلا شك - من أسمى الغايات، وأعظم القربات، وكفى بالعلم فضلا أن يدعيه من لا يحسنه، وأن يتمناه كل أحد! وكفاه علوا ورفعة أنه صفة من صفات العلي الأعلى جل جلاله، وما طلب الله من نبيه أن يسأل المزيد من شيء كما طلب منه أن يسأله المزيد من العلم، وذلك في قوله جل وعلا: ((وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا))[طه:114]^، فالعلم يرفع بيتاً لا عماد له - كما قال الشاعر -.

ونظراً إلى منزلة العلم ومكانته أحاطه الشرع بسياج من الضوابط؛ حتى لا يفقد قيمته ومكانته وأثره، ومن أهم هذه الأمور ضرورة التلقي والأخذ عن العلماء، ومزاحمتهم بالركب في المجالسة؛ ولذا قال من قال لا تأخذ العلم عن صحفي، ولا القرآن عن مصحفي!

وهذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم يتولى الملك تعليمه بالوحي، خاصة جبريل عليه السلام، ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بتعليم أصحابه بنفسه، حيث علمهم الوضوء عمليا ونظريا، وكذلك الصلاة وسائر أعمال الإسلام، كذلك قام الصحابة بتعليم من بعدهم، وهكذا حتى يومنا هذا، منهج التلقي هو أساس نقل العلوم والمعارف، حيث يتولى المعلم شرح مقاصد النصوص، وبيان ما فيها من نكات علمية قلما يستطيع الطالب أن يصل إليها من تلقاء نفسه.

وهذا لا ينافي أن هناك بعض العلوم أخف من بعضها، وأنه بمقدور الطالب أن يتعلمها دون حاجة إلى معلم، ولكن - يا ترى - كم نسبتها من بقية العلوم؟ بلا شك قليلة! وأما الاطلاع بدون معلم، سواء أكان بالكتب أو الأشرطة بأنواعها فإنه قد يوفر نوعا من الثقافة العامة فقط! وقد يفوت كثيراً من المنافع، بل قد يفهم الطالب مسألة على غير وجهها؛ فيترتب على ذلك ما لا تحمد عقباه من التطبيقات الخاطئة.

وما هذه الجماعات التي تخرج على الحكام، وتقتل الأبرياء إلا صورة من هذه الصور، حيث يعتمد هؤلاء على أنفسهم في فهم النصوص؛ مما قد يؤدي بهم أن يطبقوا الأحكام والنصوص التي وردت في شأن الكفار على المسلمين، بذلك تستباح الحرمات، وتراق الدماء، وتدمر الممتلكات، ويضيع الأمن، وينعدم الاستقرار، وتعم الفوضى في البلاد.

فغاية ما يمكن أن تصل إليه وحدك ـ خاصة إذا لم يكن قد سبق لك طلب العلم على يد المشايخ ـ أن تتوفر لديك بعض الثقافة الإسلامية العامة فقط، فإذا كان وقتك أو ظروفك لا تسمح بالتلقي من المشايخ؛ فيمكنك الاستعانة بالشبكة الإسلامية بفروعها المختلفة التي توفر لك كل ما أنت في حاجة إليه من الألف إلى الياء، وهناك مواقع أخرى تؤدي نفس الغرض، ولست في حاجة إلى أن تقتني أشرطة أو أسطوانات، خاصة لأن ما تريده متوفر بكثرة ولله الحمد والمنة!

وما زلت أنصح لك بضرورة توفير بعض الوقت لطلب العلم الشرعي الضروري، وهذا أمر واجب شرعاً لا يصح للمسلم جهله، وأما عن تدرج المنهج، فلقد نصح العلماء بضرورة طلب صغار العلم قبل كباره، أي من الأيسر والأسهل إلى الأقوى والأشد؛ ولذلك إليك ما يلي:

1- في مجال العقيدة: كتاب الأصول الثلاثة، ثم عقيدة أهل السنة والجماعة للشيخ ابن عثيمين رحمه الله.

2- في مجال الفقـه: كتاب منار السبيل، أو فقه السنة للسيد سابق.

3- في مجال السيرة: كتاب السيرة النبوية للمبارك فوري.

4- في مجال الأخلاق والمعاملات: كتاب منهاج المسلم للشيخ أبو بكر الجزائري.

وهذه الكتب تكفيك في المرحلة الأولى، وبعدها يمكنك السؤال عن أكبر منها، وهكذا، ويوجد كتب كثيرة لديكم بالمملكة توضح مراحل التلقي، والكتب المناسبة لكل مرحلة.

مع تمنياتنا لك بالتوفيق والفتح من الله العلي القدير.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً