الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عندما أعضب من زوجي أصب جام غضبي على طفلتي .. فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم.
عندما يُغضبني زوجي في مشكلة معينة فإنني أُفرغ كل غضبي على ابنتي البالغة من العمر سنة ونصفاً، فأصرخ عليها، وأحياناً أضربها من غير ذنب ترتكبه، أو مع ذنب بسيط كتخريب أغراض البيت، وأكون متعمدة في صب كل غضبي عليها لأثير أباها، فما العمل لحل هذه المشكلة؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سامية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نسأل الله العظيم أن يهدينا لأحسن الأخلاق، فإنه لا يهدي لأحسنها إلا هو، وأن يرزقنا السداد والرشاد، وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا.

إن الله تبارك وتعالى يقول: (( وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ))[الإسراء:15]، ولا ذنب لهذه الصغيرة في المشاكل التي تحدث مع الزوج، وهذا الذي تفعلينه أمرٌ له خطورته البالغة على هذه الصغيرة، وسوف تتأثر سلباً بهذه التصرفات، وللصراخ آثار خطيرة على نفسيات الطفل، وأنت يا أختي مصدر الحنان، فإذا كنت تعاملين هذه الصغيرة بهذه الطريقة فأين ستجد العواطف والحنان؟! والطفل إذا سمع أصواتاً مزعجة يجد الأمان في صدر أمٍ حنون، والأم الناجحة تأخذ طفلها إلى حضنها إذا خاف، وتجتهد في أن تجعله ينام لينسى تلك الأشياء المزعجة.

وإذا لم تتوقفي عن هذا التصرف فسوف يحدث للطفلة ما يلي:

1- سوف تكون عصبية وضيقة الصدر.

2- سوف تُفرغ هذه الشحنات في الطفل القادم وفي الأطفال الآخرين.

3- سوف تتكون عند الطفلة روح عدوانية وإحساس بالظلم والقهر، وهذا يولد الانحراف والقسوة.

4- لن يستطيع زوج هذه الطفلة مستقبلاً أن يعيش معها إلا والعصا في يده؛ لأنها سوف تتعود على الضرب والقسوة.

5- إذا استمر الحال على هذا فأنت تدفعين هذه الطفلة إلى العقوق والكراهية لك.

ولابد أن نعلم أنه لا يجوز معاقبة الطفل إلا بعد أن يعرف سبب العقوبة، وذلك بأن نأخذه إلى مكان الخطأ ونشرح له خطورة عمله، ثم نرشده للصواب.

ولابد أن تكون العقوبة متناسبة في حجمها مع الجرم الذي ارتكبته، والصواب هو عدم العقوبة للخطأ الأول، والتغافل عن الخطأ حتى لا نرسخ عنده روح العناد.

واعلمي أن الطفل حين يخرب أغراض البيت إنما يسعى لاكتشاف الأشياء من حوله، وقد يسعد بسماع أصوات الزجاج وهو يتكسر، وعلينا أن نحضر له ألعاباً مناسبة ليشغل نفسه بها، ويكتشف من خلالها الأشياء الجديدة، والأصوات، والمعلومات المفيدة.

ولا يجوز لك معاندة الزوج، ونحن نخطئ عندما نختصم ونتشاجر أمام الأطفال، ويؤسفني أن تتعمدي هذا العمل، فاتقي الله في نفسك وزوجك وطفلتك، وتعوذي بالله من الشيطان عند الغضب، واذكري الرحمن، واخرجي من الحجرة التي حدث فيها الخصام، وتوضئي، واسجدي لله، واحرصي على السكوت، واشغلي نفسك بتلاوة القرآن، وتذكري ما في هذا الزواج من الجوانب الحسنة، واحرصي على مصلحة ومستقبل هذه الطفلة، واسألي الله أن يذهب عنك شدة الغضب.

نسأل الله لك السداد والرشاد.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً