الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية استثمار الإجازة بعيداً عن المشاكل

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة من الله تعالى وبركاته

أعاني من عدم تأقلمي مع إخوتي من جميع النواحي، مما يسبب لي الاكتئاب وعسر المزاج .

من الأمور المعيبة لدي سرعة الغضب، وعدم الصبر، وأيضاً الحساسية المفرطة، بحيث أنني لا أتحمل انتقاد أو كلمة أو نظرة خاطفة قد تؤذي مشاعري، والأهم حب والديّ لي وإظهارهم هذا الحب جلياً أمام إخوتي، مما يؤدي إلى أنهم يكيدون لي، بأن يتكلمون عني بالسوء عند أبي، ويتهامزون ويتلامزون ويسخرون مني، رغم أنني الآن أكبرهم بالمنزل.

إنني أحاول تفادي المشكلات والتصادمات معهم بشتى الطرق، حيث أن قلب أبي ضعيف وأمي لا حول لها ولا قوة، فلا أريد أن أسبب لهما الحزن، ولكن ماذا عساي أن أفعل؟

تدهورت حالتي النفسية، وأصبحت أمقتهم ولا أريد أن أبقى معهم، وأخاف كثيراً من الوحدة فلا أحبها، لأنني أحب الأجواء الصافية من ودٍ ومزاح لطيف، لا أدري ماذا أفعل!! فأختي الوحيدة تنعتني بأمور مزعجة، وتحتقرني؛ فقط لأن أبي يحبني، وقد امتلكت كل ما في الغرفة من تلفاز وإنترنت، وأرى فيها الغرور، فلا أسلم من لسانها اللاذع، بالرغم من هذا كله، لست أشتكي من قلة الحيلة لدي، أشعر بقهرٍ كبير، فلا يمر يوم دون أن أحرق فيه أعصابي، ولا يمر يوم دون أن أجلس أمام الكمبيوتر أتحدث في غرف الشات؛ لأنني أريد من يسمعني، ولكنني لا أحب الغرباء.

أشعر بوهنٍ كبير ويأس كبير وحزنٍ كبير، إنني أتحطم من الداخل، وأحمد الله على نعمته، ربما هي الغيرة من إخوتي، فلدي دور ممتاز في مجتمعي (الجامعي، كثيرة النشاط وكثيرة الحركة والحمد لله) لي دورٌ جد فعال ولكن في المنزل وبين أسرتي، فلا ألقى التشجيع إلا من والديّ فقط، أما إخوتي فيهينونني باستمرار.

أريد أن أعرف كيف أستثمر إجازتي بما يبعدني عن التفكير بالمشكلات.

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا تفكري كثيراً في هذا الأمر، فهو يحتاج إلى نوع من التوجيه فقط، وإن شاء الله تعالى ستعودين إلى حالتك الطبيعية ويزول عنك هذا التوتر والقلق، ولكن أهم شيء أن تحرري نفسك من سجن الماضي، سجن الماضي هي الأفكار البالية الماضية التي حدثت لك مع أسرتك وأخواتك بالذات، هذه الظروف الصعبة قد تمر على أي إنسان، ولكن نحاول أن نطويها في صفحات الماضي، فاجعلي لنفسك هدفاً تسيرين عليه، وفكري في حاضرك، وارسمي خطة لمستقبلك، ولا تعددي المشاكل التي تواجهك في حياتك اليومية، بل احسبي عدد الدروس المستفادة التي تعلمتِها، وعدد الخبرات التي تُضاف إلى رصيد خبراتك، وعدد الحكم التي استفدتها.

انسي الماضي، وانطلقي نحو النجاح، واكسري قيد الماضي، فالماضي هو قيد يطوق عنقك وسلاسل تلتف حول عقلك وقلبك وفكرك، فالأفكار التي تتكلمين عنها تميت الهمة، وتبعث التشاؤم؛ فهي أفكار سلبية، ولا تقدمك إلى الأمام بل تؤخرك إلى الخلف، تخلصي من هذه الأفكار، وابدئي من جديد في طريق جديد مملوء بالتفاؤل والأمل، وحاولي أن تصفحي وتسامحي عن كل من ظلمك أو أساء إليك، تعلمي كيف تسامحين غيرك، فالعفو عند المقدرة، واسمعي إلى قول الله تعالى: (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [آل عمران:134].

أما عن قضاء إجازتك فحاولي أن تستثمريها فيما يعود عليك بالنفع والفائدة، مثل:
1- زيارة الأرحام والأقارب.
2- المشاركة في الأنشطة الصيفية المفيدة.
3- السفر لأداء مناسك العمرة مع الأهل.
4- الإكثار من قراءة القرآن والأذكار والأدعية.
يقول الشاعر:
دقـات قلـب المـرء قائلةً له
إن الحيـاة دقائـق وثـوان
فارفع لنفسك قبل موتك ذكرها
فالذكر للإنسان عمر ثان
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً