الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

متزوج من غير مسلمة ويريد الزواج بمسلمة

السؤال

أنا هاجرت إلى بلد أجنبية، وتزوجت من هذه البلد، طبعاً كانت غير مسلمة، لكن قبل الزواج اتفقنا على أنها سوف تغير ديانتها وتكون مسلمة، ومرت الأيام ورزقنا الله بثلاثة أطفال، وكنت كلما أفتح الموضوع معها كانت تقدم الأعذار والأكاذيب، وأصبحت الحياة صعبة بيننا بسبب هذا الموضوع، ومنذ فترة قصيرة تعرفت على فتاة عربية مسلمة عن طريق الصدفة، وقد أحببتها وقررت أن أتزوجها لأنني غير مرتاح مع زوجتي الأولى بسبب خلافات كثيرة مع اختلاف الديانة أيضاً، بالرغم من أني غير مقصر في واجباتي الزوجية والصرف على البيت والاهتمام بأولادي، أنا الآن محتار ولا أدري ماذا أفعل، أرجو من سيادتكم النصيحة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يثبتك على الحق، وأن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يوفقك في الزواج من هذه الأخت العربية المسلمة، وأن يهدي زوجتك الأولى للإسلام وأن يبارك لكم.

وبخصوص ما ورد برسالتك فأرى أن تتوكل على الله وتتزوج هذه الأخت العربية المسلمة؛ بشرط أن تكون صاحبة دين وخلق، عملاً بقوله صلى الله عليه وسلم: (فاظفر بذات الدين تربت يداك)، وقول الله جل وعلا: (( وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ ))[البقرة:221] فواصل دعوة زوجتك الأولى للإسلام، وأحسن معاشرتها ومعاملتها؛ لأن المعاملة الحسنة من أهم عوامل ووسائل الإقناع وكسب المودة والمحبة، واعلم أن دعوة زوجتك للإسلام واجبٌ شرعي ستأخذ عليه أجراً كبيراً، وكذلك ترك أولادك لتربيهم امرأة غير مسلمة خطورة ما بعدها من خطورة، فاجتهد على الخطين خط الدعوة وإقناع زوجتك الأولى، وخط الارتباط بالأخت العربية المسلمة، شريطة أن تكون ذات خلق ودين وستعينك على طاعة الله والالتزام بشرعه وتوفير البيئة الهادئة والجو الأسري المستقر الذي تعان به على مواصلة رحلتك في الحياة ما دامت ظروفك البدنية والنفسية والمالية تسمح لك بذلك، فتوكل على الله، وإلا أنصح بالتريث حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً.

مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد والهداية والرشاد وسعادة الدنيا والآخرة، وبالله التوفيق.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات