الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج مرض الفصام

السؤال

يعاني أحد إخوتي من مرض الفصام، وقد ابتلي به قبل سبع سنوات عندما كان في سن المراهقة، وفطنا له منذ الأعراض الأولى وذهبنا به للطبيب وقال: هو في البداية، وأعطانا مجموعة عقاقير (لارجكتيل+ فنرجان) ولكن لم يستعملها كما ينبغي.
وبعد عام تطور المرض وأصبح يعتدي على الغير واضطررنا إلى إدخاله إلى مصحة، ولكنه لم يستمر في العلاج، والمصحة سيئة جداً ولا يوجد اهتمام بالعلاج النفسي في السودان.
وبعد ذلك دخل المصحة لأكثر من أربع مرات وفي كل مرة يضطرون إلى إخراجه.
والسؤال هو: ألا يوجد علاج ناجع لهذا المرض؟
وكيف نقنع المريض بتناوله خاصة وأنه صعب المراس؟
أرجو إفادتي بصورة مفصلة، وإذا كان إمكانية لعلاجه في أي مكان فيه اهتمام بالمرضي النفسيين مهما تكلف الأمر.
شاكرين لكم اهتمامكم وحسن تعاونكم.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل             حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,وبعد

شكراً على رسالتك، بداية أود أن أوضح أن الفصام العقلي مرض منتشر، حيث يعاني منه حوالي 1% من الناس، وهو بلا شك يعتبر مشكلة صحية كبيرة تتحمل فيها الأسرة الدور الأكبر.

حقيقة أن هذا الابن قد أصيب بهذا المرض في سن مبكرة ربما ينتج عنه بعض الصعوبات النفسية والاجتماعية وقد كان العلاج مستعصياً في الماضي، ولكن بفضل من الله تطورت الأمور بصور إيجابية جداً خلال العشر سنين الأخيرة؛ وقد أصبح من الممكن مساعدة 80% من مرضى الفصام بصورة فعالة جداً، ولا شك أن العلاج يعتمد على محاور عدة منها:

سن المريض -وجنسه -والمساندة الأسرية التي يتلقاها - والإمكانيات العلاجية المتاحة.
والعلاج لابد أن يشمل الدواء والتأهيل الإجتماعي ومحاولة تعديل السلوك وبالنسبة لرفض المريض العلاج، فهذا أمر شائع بين مرضى الفصام، لأنه بالدرجة الأولى لا يرى أنه مريض ويفتقد البصيرة تماماً، ولذا من الضروري معالجة مثل هذا المريض عن طريق الحقن الزيتية والتي تعطى كل عشرة أيام، وحين يذهب المريض لأماكن العلاج لابد أن يذهب معه من يرتاح لهم ويستلطفهم وفي مكان العلاج سيقوم الأطباء والممرضون بإعطائه الحقن المذكورة، ولهم أساليبهم المتعارف عليها والتي تحكمها ضوابط مهنبة معينة.

وبعد تحسن حالة المريض والتي قد تحتاج لحوالي ستة أشهر في مثل هذه الحالة، سوف يبدأ المريض في التعاون مع العلاج.
الأدوية المضادة للفصام كثيرة ومتعددة، ومنها الأدوية المستحدثة، ويعتبر عقار (لارجكتيل) الذي أعطي لأخيك من الأدوية القديمة الفعالة، ولكنه غير مرغوب بين كثير من المرضى وذلك نسبة لآثاره الجانبية.
الجانب التأهيلي يعتبر جانباً هاماً، وفيه لابد من عدم معاملة المريض كمعاق، وعدم زيادة استشعاره أو إهماله، توجد أماكن كثيرة في العالم لعلاج هؤلاء المرضى؛ ولكن الفوارق قليلة فيما يخص نتائج العلاج، والمهم هو مواصلة العلاج وإحضار المريض في مواعيده لمقابلة طبيبه، وعدم معاملته كمعاق.

لا أنصح مطلقاً بالسفر بأخيك لأي مكان، ومع احترامي الشديد لوجهة نظرك أرى أنه يمكن مساعدته في السودان أيضاً، وأنصح بمقابلة الدكتور عبد الله عبد الرحمن رئيس قسم الطب النفسي بكلية الطب جامعة الخرطوم، أو الدكتورة لواء طبيب نور الهدى بمستشفى الشرطة، كما أرجو الإطلاع على كتاب الطب النفسي الحديث للأستاذ الدكتور أحمد عكاشة.
مع تمنياتي لكم بالشفاء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً