الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصائح لتكوين الشخصية المواجهة لسوء معاملة المدير لمصلحة العمل

السؤال

السلام عليكم.

أشكو من عدم القدرة على الرد على مديري، فزملائي لديهم القدرة على الرد عليه أفضل مني، وهم لا يحبونه، ومتضايقون من أسلوبه، ولكنهم قادرون على السيطرة على أنفسهم بشكل أفضل مني، ويستطيعون الرد عليه عندما يبدأ بالغلط، ولكني لا أستطيع أن أعمل مثلهم.

علماً بأني أعمل منذ أكثر من ثمانِ سنوات، ولم أقابل مديراً بهذا الشكل من الحدة وسوء التعامل، فأريد استشارة وافية تؤسس لي طريقة وأسلوباً للتعامل معه، علماً أنه ليس بعربي ولا بمسلم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فمرحباً بك في موقعك استشارات إسلام ويب، ونحن نرى أن ما تتصف به من البرود وعدم الانفعال ليس شيئاً سلبياً بإطلاق، ولكن لا ينبغي أبداً أن يتطور حتى يصل إلى خوف وجبن، لكن في الجملة نحن نرى أن ما فيك من الهدوء شيء حسن، وينبغي لك أن تسعى في تهذيبه وتكميله بالأخلاق الفاضلة حتى يظهر في أحسن صورة.

وليس بالضرورة أن يكون ما يفعله زملاؤك هو الصواب لتتمنى أن تكون مثلهم.

ونحن نتمنى أيها الحبيب أن تكون رجلاً قوي الشخصية في الحق، يعني: بأن تكون صادقاً في اعتمادك على الله تعالى، موقناً أن الله تعالى وحده هو الذي يقدر على نفعك وضرك، فرزقك في خزائنه وعمرك بيده، وأما غير الله تعالى فلا يملك لك ضرراً ولا نفعاً، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف).

فإذا أيقنت بهذا فحينها لا تخاف من مديرك أو غيره، إلا بقدر خوفك من سائر أسباب الضرر، أعني خوفاً تقدر على مدافعته بالأخذ بالأسباب المنجية منه.

فمديرك هذا ينبغي أن تكون مناصحاً له بما فيه المصلحة، بغض النظر عن ديانته، وإذا كنت حريصاً على أداء الأمانة التي كلفت بها على الوجه المطلوب، ناصحاً في عملك؛ فإن هذه الأخلاق ستدعوه إلى احترامك لا محالة وإن لم يظهر لك ذلك.

ومن الأسباب المهمة في جلب ثقة مديرك فيك وحبه لك أن تحرص على نصحه وبيان ما فيه مصلحة العمل بعيداً عن أعين الآخرين، فإن هذا الخلق يغرس في النفوس المودة والاحترام.

ونحن نؤكد عليك الاعتناء بالوصايا التالية:

1- لا تكن ذليلاً أمام هذا المدير؛ فإنه لا يقدر على قطع رزقك.

2- كن رجلاً محباً للنصيحة حريصاً على الخير للآخرين، واحرص على نصح مديرك بأدب ورفق.

3- أدِّ عملك على الوجه اللائق الذي تعاقدت عليه حفظاً للأمانة.

4- تجنب الغضب، إذا لم يستمع لنصحك فقد أديت ما عليك.

5- إذا أساء إليك مديرك بغير حق فأظهر له غضبك من ذلك، والصفح والعفو عن المسيء ليس عيباً لا سيما إذا ترتبت عليه مصلحة.

وفقك الله لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً