الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأسباب النفسية لفقدان الشهية وعلاجها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أختي فقدت شهيتها للأكل منذ فترة ستة أشهر، وكلما تناولت شيئاً تقوم باستفراغه، وتعيش فقط على العصائر وبعض أنواع الشيبس، وقد فقدت من وزنها الكثير، وقد قمنا بعرضها على استشاريي الجهاز الهضمي، وبعد الكثير من الأدوية والفحوص بالمناظير قالوا بأنه لا توجد أية مشكلة عضوية، وربما أن المشكلة نفسية، فقمنا بعرضها على استشاريي الأمراض النفسية، وبعد تناولها الكثير من الأدوية لم تجد أي تحسن ملحوظ، فأشار علينا البعض بالتوجه إلى الطب النفسي المعرفي التحليلي، ونحن الآن في حيرة من أمرنا ولا نعرف ماذا أصابها ولا سبيل للعلاج.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسن أمين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن فقدان الشهية إما أن يكون لسبب عضوي أو أن يكون لأسباب نفسية، وقد ذكرت أن الأطباء قد قاموا بإجراء كل الفحوصات المطلوبة، وكانت النتائج كلها سليمة بفضل الله، وبقي أن السبب الغالب هي أسباب نفسية، والأسباب النفسية متعددة، أهمها ما يعرف بفقدان أو اضطراب الشهية العصبي أو العصابي، وهو حالة تصيب بعض الفتيات اللواتي يردن أن يحافظن على وزن معين يكون أقل من المعدل؛ لأن الفتاة تريد أن تظهر برشاقة.

وهذه الحالة أسبابها معقدة، وتحدث فيها الكثير من التغيرات النفسية والعضوية، وتكون الفتاة المصابة دائماً تلجأ إلى السرية في تجنب تناول الأطعمة، وتقوم أيضاً بالاستفراغ والتقيؤ وكذلك ممارسة تمارين رياضية مكثفة، وبعضهنَّ يتناولن بعض مسهلات أو مدرات البول، وذلك كله بهدف فقدان الوزن، وبعد مدة من الزمن يحدث تغير هرموني كبير مما يؤدي إلى توقف الدورة الشهرية لدى الفتاة، وأكبر مشكلة هي وجود تصور عقلي معرفي نفسي لدى هؤلاء الفتيات، وهو النظرة المشوّهة لأجسادهنَّ، أي دائماً ينظرن لأنفسهنَّ بشكل وطريقة ليست سوية أو مستقيمة.

فالواحدة منهنَّ تعتقد أن وزنها أكثر مما هو عليه الواقع، وتُكثر الفتاة من النظر في المرآة لتتفحص جسدها، وكثيراً ما تتخير الفتاة ملابس ضيقة وبعضهنَّ يتخيرن ملابس أكثر اتساعاً وذلك لإخفاء شكل الجسد، وهذه الحالة معقدة جدّاً، وهي لا تشخص ولا تعالج إلا عن طريق الطبيب النفسي المقتدر.

والأسباب الأخرى من الناحية النفسية: هو وجود الاكتئاب النفسي أو القلق النفسي الشديد، أو يكون لدى الفتاة تصور خاطئ حول الرشاقة، هذا كله ربما يؤدي إلى اضطراب الشهية أو فقدانها لدى الفتيات.

وبما أنها فقدت الكثير من الوزن وتتقيأ بصورة مستمرة، كما أنها تلجأ إلى أنواع معينة من الأطعمة، هذا ربما يكون نتيجة لفقدان الشهية العصبي، ولذا أنصح بأن تذهبوا بها إلى طبيب نفسي مقتدر، ومن مهام الطبيب أن يشخص حالتها، وبعد ذلك تُوضع الآليات العلاجية، وهي متعددة، منها العلاج عن طريق المساندة والاستبصار، أو العلاج المعرفي، والبعض كما ذكرت يلجأ إلى العلاج التحليلي، وقد تلعب الأدوية دوراً ولكن ليس بالدور الرئيسي.

هذا هو الذي أنصح به، أي الذهاب بها إلى الطبيب النفسي، ويجب أن يُعرض عليها هذا الموضوع بشيء من اللطف وعدم إشعارها بأنها مريضة نفسية حقيقية؛ لأن معظم الفتيات من هذه الشاكلة قد يرفضن الذهاب إلى الطب النفسي، ويفضلن البقاء في المنزل وعدم تلقي أي علاج، ولكن بشيء من حسن المعاملة والشرح المعقول من أحد الأشخاص المقربين إليها أعتقد أنها سوف تقبل الذهاب لمقابلة الأطباء، نسأل الله لها الشفاء والعافية، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب، وعلى أمر اهتمامك بها.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر نسرين

    انا فقدة لشهية وجربت جميع الطرق اما فيما يخص الرشاقة انا نحيفة طبيعيا ولحد الان لم اجد حل



بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً